عواصف رعدية|قوة هائلة بين المخاطر والفوائد

عواصف رعدية

عواصف رعدية تعتبر واحدة من أروع الظواهر الجوية وأكثرها إثارة للرهبة، فهي تجسد قوة الطبيعة الهائلة في مشهد مهيب يجمع بين ومضات البرق الخاطفة وهدير الرعد العميق.

 تحدث عواصف رعدية يوميًا حول العالم بالمئات، حاملةً معها أمطارًا غزيرة ورياحًا عاتية، وأحيانًا بَرَدًا وأعاصير مدمرة، ورغم أنها قد تبدو مخيفة، إلا أن هذه العواصف تلعب دورًا حيويًا في توازن كوكبنا البيئي.

فهم كيف تتكون العواصف الرعدية وماهيتها وأنواعها المختلفة ليس مجرد فضول علمي، بل هو ضرورة حتمية للبقاء آمنًا والاستعداد لمواجهة تقلبات الطقس، وتدعوك مدونة لحظة في هذا المقال لاكتشاف أسرار هذه الظاهرة الجوية المذهلة وكيفية التعامل معها بحكمة وأمان.

اقرأ أيضًا: صنع في السعودية|رؤية طموحة إلى العالمية


ما هي عواصف رعدية؟

العاصفة الرعدية هي اضطراب جوي عنيف وقصير الأمد، يُعرف بشكل أساسي بحدوث البرق والرعد، تتشكل هذه الظاهرة داخل سحب عملاقة تُعرف باسم "السحب الركامية" أو "المزن الركامية"، والتي تتميز بنموها الرأسي الهائل الذي قد يصل ارتفاعها إلى أكثر من 20 كيلومترًا في الغلاف الجوي. 

تعريف العاصفة الرعدية لا يكتمل دون ذكر مكوناتها الأساسية الأخرى، فهي غالبًا ما تكون مصحوبة بأمطار غزيرة، ورياح شديدة، وفي بعض الحالات، تساقط البَرَد أو حتى تكوّن الأعاصير القمعية.

تنشأ هذه العواصف نتيجة حركة صعود سريعة لهواء دافئ ورطب، عندما يرتفع هذا الهواء، يبرد ويتكثف بخار الماء الموجود فيه، مكونًا قطرات ماء صغيرة أو بلورات ثلجية، وهي اللبنات الأساسية للسحابة. 

تطلق عملية التكثيف هذه طاقة حرارية كامنة، تعمل كوقود إضافي يدفع الهواء إلى مزيد من الارتفاع، مما يعزز قوة العاصفة، ويمكن اعتبار عواصف رعدية محركًا حراريًا طبيعيًا هائلًا، يعيد توزيع الطاقة في الغلاف الجوي.

العواصف الرعدية في الشرق الأوسط

تتميز منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمناخ متنوع، تتأثر فيه بالكتل الهوائية الموسمية التي تؤدي إلى تكون حالات الطقس غير المستقرة.، وعلى الرغم من أن المنطقة تُعرف بطبيعتها الجافة والصحراوية، إلا أنها تشهد نشاطًا ملحوظًا للعواصف الرعدية، خاصة في مواسم معينة.

تُعد مناطق جنوب السودان، ومرتفعات جنوب غرب المملكة العربية السعودية، وغرب اليمن من أكثر المناطق العربية تعرضًا للبرق المصاحب للعواصف الرعدية، يعود ذلك إلى أن معظم أمطارها صيفية وتنتج عن تكون سحب ركامية رعدية مع امتداد الحزام الاستوائي شمالًا. 

وتليها في الترتيب مناطق جنوب موريتانيا وجبال الأوراس بين الجزائر وتونس، في المقابل، تُعتبر المناطق الصحراوية الشاسعة بين مصر وليبيا من أقل المناطق تعرضًا لنشاط البرق في العالم العربي.

في المملكة العربية السعودية، تُظهر الدراسات المناخية أن العواصف الرعدية ظاهرة جوية هامة، خاصة في المنطقة الوسطى والجنوبية الغربية، وتشهد مدن مثل الرياض والقصيم وحائل ووادي الدواسر عواصف رعدية مصحوبة بأمطار شديدة، ولها آثار سلبية على البيئة والبنية التحتية.

تُظهر السجلات أن المرتفعات الجنوبية الغربية، مثل مناطق عسير والباحة وجازان ومكة المكرمة، تشهد أعلى معدلات لتكرار عواصف رعدية في المملكة، وتحدث عاصفة رعدية في السعودية غالبًا نتيجة لتدفق الرطوبة الاستوائية من الجنوب، بالتزامن مع مرور منخفضات جوية علوية باردة، وهو ما يخلق حالة من عدم الاستقرار الجوي.

في مصر، تتأثر البلاد بتقلبات جوية، خاصة في فصلي الخريف والشتاء، حيث يمكن أن تشهد انخفاضًا في درجات الحرارة مع فرصة لتكون عواصف رعدية مصحوبة بأمطار قد تكون غزيرة أحيانًا، خاصة على المناطق الشمالية والساحلية.

 وبالمثل تتأثر دول المغرب العربي، مثل المغرب، برياح قوية وعواصف ترابية قد تترافق مع عواصف رعدية متفرقة، خاصة في مناطق جبال الأطلس.

انواع العواصف

يمكن تصنيف الاضطرابات الجوية أو العواصف بشكل عام إلى عدة فئات رئيسية بناءً على خصائصها وآلية تشكلها، تختلف هذه انواع العواصف في حجمها وقوتها وتأثيرها، وفهم الفروقات بينها يساعد في الاستعداد الأفضل لمواجهة حالات الطقس المختلفة، الأنواع الرئيسية للعواصف هي:

  1. عواصف رعدية (Thunderstorms): هي عواصف محلية تتميز بوجود البرق والرعد، تتكون بسبب تيارات الهواء الصاعدة القوية وتكون مصحوبة بأمطار غزيرة ورياح شديدة، وقد تنتج البَرَد والأعاصير القمعية، تؤثر عادة على مساحات صغيرة نسبيًا وتستمر لفترات قصيرة، من بضع دقائق إلى عدة ساعات.
  2. الأعاصير المدارية (Tropical Cyclones): هي أنظمة ضخمة ومنظمة من عواصف رعدية تتشكل فوق المياه الاستوائية الدافئة، تُعرف بأسماء مختلفة حول العالم، "الأعاصير" (Hurricanes) في المحيط الأطلسي وشمال شرق المحيط الهادئ، و"التيفون" (Typhoons) في شمال غرب المحيط الهادئ، و"الزوابع" (Cyclones) في جنوب المحيط الهادئ والمحيط الهندي، وتتميز هذه العواصف بمركز منخفض الضغط (عين الإعصار) ورياح دورانية عنيفة وأمطار غزيرة جدًا، ويمكن أن تمتد لمئات الكيلومترات وتستمر لعدة أيام أو أسابيع.
  3. الأعاصير خارج المدارية (Extra-tropical Cyclones): تُعرف أيضًا بالمنخفضات الجوية المعتدلة، وهي عواصف واسعة النطاق تتشكل في خطوط العرض الوسطى والعليا، تستمد هذه العواصف طاقتها من التباين في درجات الحرارة بين كتل هوائية مختلفة (الجبهات الهوائية الباردة والدافئة). يمكن أن تتراوح تأثيراتها من أمطار خفيفة إلى عواصف شتوية عنيفة، بما في ذلك العواصف الثلجية (Blizzards) والعواصف الجليدية (Ice Storms).
  4. العواصف الرملية والترابية (Sand and Dust Storms): هي عواصف تحمل فيها الرياح كميات كبيرة من الرمال أو الغبار، تتشكل عادة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة عندما تهب رياح قوية على الأسطح الترابية الجافة والمفككة، يمكن أن تقلل الرؤية بشكل كبير وتؤثر سلبًا على الصحة والبنية التحتية، وهي شائعة في مناطق مثل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

انواع العواصف الرعدية

لا تتشابه جميع العواصف الرعدية، فهي تختلف بشكل كبير في بنيتها وسلوكها ومستوى خطورتها، يعتمد نوع العاصفة الرعدية المتكونة بشكل أساسي على مدى استقرار الغلاف الجوي وقص الرياح (التغير في سرعة واتجاه الرياح مع الارتفاع)، إليك ما أنواع عواصف رعدية الرئيسية:

  1. عواصف رعدية أحادية الخلية (Single-Cell Thunderstorms): هي أبسط وأضعف انواع العواصف الرعدية، تتكون من خلية حمل حراري واحدة فقط، وتمر بدورة حياة واضحة (نمو، نضج، تلاشي) خلال فترة قصيرة تتراوح بين 30 إلى 60 دقيقة، تُعرف أحيانًا باسم  عواصف الفشار  (Popcorn storms) لأنها تظهر بشكل متفرق في أيام الصيف الحارة والرطبة، وعادة ما تكون غير شديدة، ولكنها يمكن أن تنتج أمطارًا غزيرة لفترة وجيزة، وبرقًا، ورياحًا متقلبة، وحبات بَرَد صغيرة.

  2. عواصف رعدية متعددة الخلايا (Multi-Cell Thunderstorms): هذا هو النوع الأكثر شيوعًا من عواصف رعدية، تتكون من مجموعة من الخلايا في مراحل مختلفة من التطور، حيث تتغذى الخلايا الجديدة على الهواء البارد الخارج من الخلايا الناضجة، يمكن أن يستمر هذا النظام لعدة ساعات ويغطي مساحة أكبر بكثير من العاصفة أحادية الخلية، يمكن أن تنتج رياحًا قوية، وبَرَدًا، وأمطارًا غزيرة تؤدي إلى فيضانات مفاجئة، وأعاصير قمعية ضعيفة.

  3. خط العواصف (Squall Line): هو شكل منظم من عواصف رعدية متعددة الخلايا، حيث تصطف الخلايا في خط طويل وضيق يمكن أن يمتد لمئات الكيلومترات، غالبًا ما تتشكل هذه الخطوط قبل الجبهات الهوائية الباردة وتتحرك بسرعة، الخطر الرئيسي المرتبط بخطوط العواصف هو الرياح المستقيمة (Straight-line winds) المدمرة التي يمكن أن تسبب أضرارًا شبيهة بأضرار الأعاصير القمعية، يمكن أن تنتج أيضًا بَرَدًا وأعاصير قمعية قصيرة العمر، ومن أشكالها الشديدة "الديريتشو" (Derecho)، وهو خط عواصف طويل الأمد ينتج رياحًا مدمرة على مساحات واسعة.

  4. العواصف الرعدية الخارقة (Supercell Thunderstorms): هي أشد انواع العواصف الرعدية وأكثرها خطورة وتنظيمًا، ولكنها الأقل شيوعًا، ما يميز العاصفة الخارقة هو وجود تيار صاعد دوار وعميق ومستمر يُعرف بالميسوسايكلون (Mesocyclone)، هذا الدوران يسمح للعاصفة بالحفاظ على قوتها لساعات طويلة، والعواصف الخارقة مسؤولة عن معظم الأعاصير القمعية القوية والعنيفة، بالإضافة إلى حبات البَرَد الكبيرة جدًا (بحجم كرات الجولف أو أكبر)، والرياح المدمرة، والفيضانات المفاجئة.

كيف تتكون العواصف

تتشكل جميع العواصف، بغض النظر عن نوعها، نتيجة لاضطراب في حالة استقرار الغلاف الجوي، يمكن تشبيه عملية تكون العاصفة بوصفة تحتاج إلى مكونات أساسية وظروف معينة، لفهم كيف تتكون العواصف بشكل عام، وكيف تتكون العواصف الرعدية بشكل خاص، يجب النظر إلى ثلاثة عناصر رئيسية لا غنى عنها:

  1. الرطوبة (Moisture): الرطوبة على شكل بخار ماء في الهواء، هي الوقود الأساسي للعواصف، فبدون كمية كافية من بخار الماء، لا يمكن أن تتشكل السحب أو يهطل المطر، المصادر الرئيسية للرطوبة هي المسطحات المائية الكبيرة مثل المحيطات والبحيرات والبحار، حيث تؤدي حرارة الشمس إلى تبخر المياه ورفعها إلى الغلاف الجوي، المناطق القريبة من المياه الدافئة، مثل المناطق الاستوائية، تكون غنية بالرطوبة وبالتالي أكثر عرضة لتكون العواصف.
  2. الهواء غير المستقر (Unstable Air): يشير عدم استقرار الغلاف الجوي إلى ميل الهواء إلى الحركة الرأسية، يحدث عدم الاستقرار عندما يكون الهواء القريب من سطح الأرض دافئًا ورطبًا (وبالتالي أقل كثافة)، بينما يكون الهواء في الطبقات العليا باردًا وجافًا (أكثر كثافة)، في هذه الحالة إذا تم دفع كتلة من الهواء الدافئ إلى الأعلى، فإنها ستكون أخف وأكثر دفئًا من الهواء المحيط بها، مما يجعلها تستمر في الصعود بشكل متسارع مثل منطاد الهواء الساخن، هذه الحركة الصاعدة القوية هي محرك العاصفة.
  3. آلية الرفع (Lifting Mechanism): حتى في وجود الرطوبة والهواء غير المستقر، لا بد من وجود قوة أولية "تدفع" الهواء الدافئ لبدء رحلة صعوده، هذه القوة الأولية تسمى آلية الرفع، وهناك عدة أنواع منها:
  •  التسخين الشمسي (Solar Heating)، عندما تسخن الشمس سطح الأرض، يسخن الهواء الملامس له ويصبح أخف فيرتفع، هذه هي الآلية الأكثر شيوعًا لتكون العواصف الرعدية الصيفية في فترة ما بعد الظهر.
  • الجبهات الهوائية (Fronts)، عندما تتقابل كتلة هوائية باردة مع كتلة هوائية دافئة، فإن الهواء البارد الأكثر كثافة يجبر الهواء الدافئ الأقل كثافة على الارتفاع فوقه، مما يؤدي إلى تكون السحب والعواصف على طول الجبهة.
  • التضاريس (Orographic Lift)، عندما تصطدم الرياح بجبل أو سلسلة من التلال، فإنها تُجبر على الصعود إلى الأعلى، هذا الرفع القسري يمكن أن يؤدي إلى تكون عواصف رعدية على الجانب المواجه للريح من الجبال.

كيف تتكون العواصف الرعدية

كيف تتكون العواصف الرعدية

بمجرد توفر المكونات الثلاثة (الرطوبة، وعدم الاستقرار، والرفع)، تبدأ العاصفة الرعدية بالتشكل عبر دورة حياة مكونة من ثلاث مراحل متميزة:

  1. مرحلة نمو أو تكوين عواصف رعدية (Developing/Cumulus Stage): تبدأ هذه المرحلة بتيار هوائي صاعد قوي (Updraft) يدفع الهواء الدافئ الرطب إلى الأعلى، مع ارتفاع الهواء يبرد ويتكثف بخار الماء ليتحول إلى قطرات ماء صغيرة، مكونًا سحابة ركامية (Cumulus cloud) تبدو كبرج أبيض منتفخ، في هذه المرحلة لا يوجد مطر أو رعد، وتسيطر التيارات الصاعدة بالكامل على السحابة، مما يجعلها تنمو رأسيًا بسرعة.
  2. مرحلة النضج (Mature Stage): تصل العاصفة إلى ذروة قوتها في هذه المرحلة وتستمر التيارات الصاعدة في تغذية السحابة، لكن قطرات الماء وبلورات الثلج بداخلها تصبح كبيرة وثقيلة جدًا لدرجة أن التيار الصاعد لا يستطيع حملها، فتبدأ بالسقوط. أثناء سقوطها، تسحب معها الهواء البارد إلى الأسفل، مكونةً تيارًا هابطًا (Downdraft)، وهذا هو الوقت الذي تحدث فيه الظواهر الأكثر عنفًا، الأمطار الغزيرة (أو البَرَد)، والبرق المتكرر، والرعد القوي، والرياح الشديدة، وفي الجزء العلوي من السحابة، يتوقف التيار الصاعد عند طبقة التروبوبوز وينتشر أفقيًا، مكونًا شكل السندان المميز (Anvil top).
  3. مرحلة تلاشي عواصف رعدية (Dissipating Stage): في المرحلة الأخيرة، يبدأ التيار الهابط بالسيطرة على العاصفة، وينتشر الهواء البارد الذي يحمله على سطح الأرض، مما يقطع مصدر الهواء الدافئ الرطب الذي كان يغذي التيار الصاعد، بدون وقودها تضعف العاصفة تدريجيًا، تتناقص شدة المطر، ويتوقف البرق والرعد، كل ما يتبقى هو بقايا السحابة التي تتلاشى ببطء في الغلاف الجوي، تستغرق دورة حياة العاصفة أحادية الخلية بأكملها حوالي 30 إلى 60 دقيقة.

مكونات العاصفة الرعدية

تتألف العاصفة الرعدية من مجموعة من المكونات الديناميكية والفيزيائية التي تتفاعل معًا لتنتج الظواهر الجوية العنيفة التي نشهدها، فهم هذه المكونات يساعد على استيعاب كيف تتكون العواصف وآلية عملها، المكونات الرئيسية هي:

  1. سحابة المزن الركامي (Cumulonimbus Cloud): هي المسرح الرئيسي الذي تدور فيه أحداث العاصفة الرعدية، تتميز هذه السحب بأنها عملاقة وسميكة، تمتد رأسيًا من ارتفاعات منخفضة بالقرب من سطح الأرض حتى تصل إلى قمة طبقة التروبوسفير، وأحيانًا تتجاوزها، تتكون من قطرات ماء في أجزائها السفلية الدافئة، وبلورات ثلج في أجزائها العلوية شديدة البرودة.
  2. التيار الصاعد (Updraft): هو المحرك الأساسي للعاصفة، يتكون من عمود من الهواء الدافئ الرطب الذي يرتفع بسرعة إلى الأعلى، حاملاً معه الرطوبة التي تتحول إلى سحب وأمطار، قوة التيار الصاعد تحدد مدى شدة العاصفة، ففي العواصف الخارقة يمكن أن تتجاوز سرعة التيارات الصاعدة 160 كم/ساعة.
  3. التيار الهابط (Downdraft): هو تيار من الهواء البارد والكثيف الذي يهبط من السحابة نحو الأرض، يتكون بشكل أساسي بسبب وزن قطرات المطر والبرد التي تسحب الهواء معها إلى الأسفل، بالإضافة إلى التبريد الناتج عن تبخر بعض هذه القطرات أثناء سقوطها، عندما يصل التيار الهابط إلى الأرض، ينتشر أفقيًا مسببًا رياحًا قوية وعاصفة تُعرف بـ "جبهة العصف" (Gust Front).
  4. البرق (Lightning):هو تفريغ كهربائي هائل يحدث لتحقيق التوازن بين الشحنات الكهربائية المختلفة، داخل سحابة المزن الركامي، تؤدي حركة التصادم والاحتكاك بين بلورات الثلج وقطرات الماء إلى فصل الشحنات، تتراكم الشحنات الموجبة عادةً في الجزء العلوي من السحابة، بينما تتجمع الشحنات السالبة في الجزء السفلي، عندما يصبح فرق الجهد كبيرًا بما فيه الكفاية، يحدث البرق إما داخل السحابة نفسها، أو بين سحابتين، أو بشكل شائع بين قاعدة السحابة والأرض.
  5. الرعد (Thunder): هو الصوت الذي ينتج عن البرق، يقوم البرق بتسخين الهواء في مساره بشكل فوري إلى درجات حرارة هائلة (تصل إلى 30,000 درجة مئوية، أي أكثر سخونة من سطح الشمس)، يتمدد هذا الهواء الساخن بشكل انفجاري، مما يخلق موجة صدمة صوتية قوية نسمعها على شكل هدير الرعد.

ما معنى عواصف رعدية منعزلة

عند متابعة حالة الطقس اليوم، غالبًا ما نسمع مصطلحات مثل "عواصف رعدية منعزلة" أو "زخات مطر متفرقة"، هذه المصطلحات لا تصف شدة العاصفة، بل تشير إلى مدى انتشارها الجغرافي وتغطيتها للمنطقة، فهم الفرق بينها يساعد على تفسير التوقعات الجوية بشكل أفضل.

العواصف الرعدية المنعزلة (Isolated Thunderstorms) هي عواصف رعدية ذات تغطية جغرافية محدودة، وفقًا لخدمة الطقس الوطنية (NWS)، يُستخدم هذا المصطلح عندما يُتوقع أن تؤثر عواصف رعدية على نسبة تتراوح بين 10% إلى 20% من منطقة التوقعات، هذا يعني أن هناك فرصة ضئيلة لتعرضك للعاصفة مباشرة، وقد تمر العاصفة بالقرب منك دون أن تتأثر بها.

خصائصها:

  • تغطية محدودة: تؤثر على مساحات صغيرة ومتفرقة.
  • غالبًا ما تكون قصيرة العمر: تميل إلى أن تكون من النوع أحادي الخلية، وتتلاشى بسرعة.
  • خطر أقل للطقس القاسي: على الرغم من أن أي عاصفة رعدية يمكن أن تكون خطيرة، إلا أن العواصف الرعدية المنعزلة تكون أقل احتمالًا لإنتاج ظواهر جوية قاسية ومنظمة مثل الأعاصير القمعية الكبيرة أو رياح الديريتشو.

الفرق بينها وبين العواصف المتفرقة (Scattered Thunderstorms):

  • العواصف المتفرقة تغطي مساحة أكبر، حيث يُتوقع أن تؤثر على 30% إلى 50% من المنطقة، هذا يعني أن احتمالية تأثرك بها أعلى بكثير، غالبًا ما تكون العواصف المتفرقة جزءًا من نظام متعدد الخلايا، وقد تكون أكثر تنظيمًا واستمرارية.

عندما تسمع توقعات بوجود عواصف رعدية منعزلة، فهذا يعني أن هناك عددًا قليلًا من العواصف ستتشكل في المنطقة، ومعظم الأماكن ستبقى جافة، أما "المتفرقة"، فتعني أن هناك عددًا أكبر من العواصف متوقعة، وفرصتك في التعرض للمطر والبرق أعلى.

قياس شدة العواصف

يستخدم خبراء الأرصاد الجوية مقاييس وأنظمة مختلفة لتصنيف وقياس شدة العواصف، مما يساعد في تحذير الجمهور وتقييم الأضرار المحتملة،  تختلف هذه المقاييس باختلاف نوع العاصفة.

1. قياس شدة الأعاصير المدارية: مقياس سافير-سيمبسون (Saffir-Simpson Hurricane Wind Scale) هو المقياس الأكثر شهرة لتصنيف الأعاصير المدارية (Hurricanes)، يصنف هذا المقياس الأعاصير إلى خمس فئات (من 1 إلى 5) بناءً على سرعة الرياح المستدامة، الفئة الأولى هي الأضعف (سرعة رياح 119-153 كم/ساعة)، بينما الفئة الخامسة هي الأكثر تدميرًا (سرعة رياح تزيد عن 252 كم/ساعة).

2. قياس شدة الأعاصير القمعية (Tornadoes): مقياس فوجيتا المحسن (Enhanced Fujita Scale - EF Scale)، نظرًا لأنه من الصعب قياس سرعة الرياح مباشرة داخل الإعصار القمعي، يتم تصنيف شدته بناءً على حجم الضرر الذي يلحقه بالمنشآت البشرية والطبيعية، مقياس EF (الذي حل محل مقياس فوجيتا الأصلي) يصنف الأعاصير القمعية من EF0 (أضرار خفيفة) إلى EF5 (أضرار لا يمكن تصورها، حيث يتم كشط المنازل القوية من أساساتها)، يقوم خبراء الأرصاد والمهندسون بمسح مناطق الضرر لتقدير سرعة الرياح التي تسببت فيه.

3. قياس شدة عواصف رعدية: لا يوجد مقياس رسمي واحد لتصنيف شدة عواصف رعدية مثل مقياس سافير-سيمبسون، بدلاً من ذلك، تُصنف العاصفة الرعدية على أنها شديدة (Severe) من قبل هيئات الأرصاد الجوية (مثل خدمة الطقس الوطنية الأمريكية) إذا استوفت واحدًا أو أكثر من المعايير التالية:

  • رياح بسرعة 93 كم/ساعة (58 ميل في الساعة) أو أكثر.
  • بَرَد بقطر 2.5 سم (1 بوصة) أو أكبر.
  • تكوين إعصار قمعي (Tornado).
يستخدم خبراء الأرصاد الجوية أدوات مثل رادار دوبلر لقياس شدة هطول الأمطار، وتحديد حركة الرياح داخل العاصفة (بما في ذلك الدوران الذي قد يؤدي إلى إعصار قمعي)، وتقدير حجم حبات البَرَد، كما تستخدم بيانات الأقمار الصناعية لمراقبة درجة حرارة قمم السحب ومعدل ومضات البرق، والتي يمكن أن تكون مؤشرات على قوة العاصفة.

مخاطر العواصف الرعدية

على الرغم من انتشارها، فإن جميع العواصف الرعدية خطيرة ويمكن أن تشكل تهديدًا كبيرًا للحياة والممتلكات، تنتج المخاطر الرئيسية من الظواهر المصاحبة لهذه العواصف، والتي تشمل:

  1. البرق (Lightning): كل عواصف رعدية تنتج برقًا، وهو أحد أكثر المخاطر فتكًا، يمكن لصعقة البرق أن تقتل أو تسبب إصابات خطيرة طويلة الأمد، كما أنه السبب الرئيسي للحرائق في الغابات والمباني، ويمكن أن يتسبب في تلف الأجهزة الإلكترونية عند حدوث زيادة مفاجئة في التيار الكهربائي.
  2. الفيضانات المفاجئة (Flash Floods): تُعد الفيضانات المفاجئة، الناتجة عن الأمطار الغزيرة التي تهطل في فترة قصيرة، الخطر الأكثر فتكًا المرتبط بالعواصف الرعدية، يمكن أن تتحول الأودية الجافة والجداول الصغيرة إلى سيول جارفة في دقائق، وتغمر الطرق والجسور والمناطق المنخفضة، مما يشكل خطرًا مميتًا على الأشخاص والمركبات.
  3. الرياح الشديدة (Strong Winds): يمكن للتيارات الهابطة من عواصف رعدية أن تنتج رياحًا مستقيمة شديدة (Straight-line winds) تتجاوز سرعتها 160 كم/ساعة، هذه الرياح قادرة على اقتلاع الأشجار، وإسقاط أعمدة الكهرباء، وتدمير المباني والمنازل المتنقلة، مما يسبب أضرارًا تضاهي أضرار الأعاصير القمعية.
  4. البَرَد (Hail): يمكن لحبات البَرَد الكبيرة أن تسبب أضرارًا جسيمة، فهي تدمر المحاصيل الزراعية، وتحطم زجاج السيارات والمنازل، وتتلف أسطح المباني، ويمكن أن تؤدي إلى إصابات خطيرة أو حتى قتل الماشية والأشخاص الذين يُفاجَؤون في العراء.
  5. الأعاصير القمعية (Tornadoes): تنتج عواصف رعدية الأشد قوة، وخاصة العواصف الخارقة، أعاصير قمعية، وهي أعمدة دوارة من الهواء تتسم بعنف شديد، الإعصار القمعي هو أخطر الظواهر المرتبطة بالعواصف الرعدية، حيث يمكنه تدمير أحياء بأكملها في دقائق معدودة.

فوائد العواصف الرعدية

على الرغم من المخاطر الكبيرة التي تشكلها، تلعب العواصف الرعدية دورًا حيويًا ومفيدًا في النظام البيئي لكوكب الأرض، فهي ليست مجرد ظواهر مدمرة، بل هي جزء أساسي من دورات طبيعية متعددة، من أبرز فوائد العواصف الرعدية:

  1. مصدر أساسي للمياه العذبة: تُعد عواصف رعدية مساهمًا رئيسيًا في هطول الأمطار، خاصة في المناطق المدارية والمعتدلة خلال فصل الصيف، هذه الأمطار ضرورية لملء الأنهار والبحيرات والخزانات الجوفية، مما يوفر المياه اللازمة للشرب والزراعة واستدامة النظم البيئية، بدون عواصف رعدية قد تواجه العديد من القارات جفافًا شديدًا.
  2. تخصيب التربة بالنيتروجين: يعتبر الغلاف الجوي غنيًا بغاز النيتروجين، لكن النباتات لا تستطيع استخدامه في شكله الغازي، يقوم البرق بطاقته الهائلة بتكسير جزيئات النيتروجين في الهواء، مما يسمح لها بالاتحاد مع الأكسجين لتكوين أكاسيد النيتروجين، تذوب هذه المركبات في مياه الأمطار وتسقط على الأرض على شكل نترات، وهي سماد طبيعي أساسي لنمو النباتات، وبهذه الطريقة يساهم البرق في "تثبيت" النيتروجين الجوي، مما يعزز خصوبة التربة.
  3. تنقية الغلاف الجوي: تعمل عواصف رعدية كمنظف طبيعي للهواء، فالأمطار الغزيرة المصاحبة لها تعمل على غسل الغبار والملوثات والمواد المسببة للحساسية من الغلاف الجوي، مما يحسن جودة الهواء الذي نتنفسه، كما أن التيارات الهوائية القوية داخل العاصفة تساعد على نقل وتشتيت الملوثات من المناطق الحضرية.
  4. الحفاظ على التوازن الكهربائي للأرض: تلعب عواصف رعدية دورًا في الحفاظ على التوازن الكهربائي بين سطح الأرض والغلاف الجوي. حيث تساعد عمليات البرق على نقل الشحنات السالبة من الغيوم إلى الأرض، مما يساهم في الحفاظ على "الدائرة الكهربائية العالمية" للكوكب.
  5. إنتاج الأوزون: يساهم البرق في إنتاج غاز الأوزون (O3) في الغلاف الجوي، على الرغم من أن الأوزون يعتبر ملوثًا بالقرب من سطح الأرض، إلا أنه في طبقات الجو العليا (الستراتوسفير) يشكل طبقة واقية حيوية تحمي الكائنات الحية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة القادمة من الشمس.

نصائح للوقاية من مخاطر عواصف رعدية

البقاء آمنًا أثناء عاصفة رعدية يتطلب الاستعداد واتباع إرشادات السلامة، نظرًا لأن العواصف يمكن أن تتطور بسرعة، فمن الضروري معرفة ما يجب فعله قبل وأثناء وبعد مرورها.

قبل العاصفة الرعدية:

  1. ابق على اطلاع: تحقق من حالة الطقس وتوقعاته من مصادر موثوقة، اشترك في تنبيهات الطوارئ المحلية لتلقي التحذيرات الفورية.
  2. أمّن الممتلكات الخارجية: قم بتأمين أو إدخال أي شيء يمكن أن يتطاير بفعل الرياح القوية، مثل أثاث الحدائق، وألعاب الأطفال، وشوايات الغاز.
  3. تجهيز المنزل: أغلق النوافذ والأبواب بإحكام، قم بفصل الأجهزة الإلكترونية غير الضرورية لحمايتها من التلف الناتج عن زيادة التيار الكهربائي الذي قد يسببه البرق.
  4. تجنب الخروج: ألغِ أو أعد جدولة الأنشطة الخارجية إذا كانت التوقعات تشير إلى احتمال حدوث عواصف رعدية.

أثناء العاصفة الرعدية:

  1. اذهب إلى الداخل فورًا: عند سماع صوت الرعد، فأنت قريب بما يكفي لتضربك صاعقة، المبدأ الأساسي هو "عندما تسمع الرعد، اذهب إلى الداخل"، ابحث عن ملجأ في مبنى قوي أو سيارة مغلقة ذات سقف معدني.
  2. تجنب المخاطر في الداخل: ابتعد عن النوافذ والأبواب، لا تستخدم الهواتف السلكية أو الأجهزة الكهربائية المتصلة بالمقابس، تجنب ملامسة المياه، فلا تستحم أو تغسل الأطباق، حيث يمكن للبرق أن ينتقل عبر أنابيب السباكة.
إذا كنت في الخارج:
  • تجنب الأماكن المفتوحة والمرتفعة مثل قمم التلال والملاعب.
  • لا تحتمِ تحت شجرة منفردة أو عالية، فهذا من أكثر الأسباب شيوعًا للوفيات الناجمة عن الصواعق.
  • ابتعد عن الأجسام المعدنية مثل الأسوار، وأعمدة الإنارة، والمدرجات.
  • إذا كنت في الماء، اخرج منه فورًا.
  • إذا لم تجد ملجأ، اجلس في وضع القرفصاء مع تقريب قدميك، واجعل رأسك منخفضًا، وغطِ أذنيك، حاول تقليل ملامسة جسدك للأرض.

أثناء القيادة:

  • إذا فاجأتك عاصفة مطرية شديدة، حاول التوقف بأمان على جانب الطريق، ابقَ في سيارتك مع إغلاق النوافذ وتشغيل أضواء الطوارئ، السيارة ذات الهيكل المعدني توفر حماية جيدة (تعمل كقفص فاراداي)، ولكن تجنب لمس الأجزاء المعدنية داخلها.

بعد العاصفة الرعدية:

  1. انتظر قبل الخروج: انتظر 30 دقيقة على الأقل بعد سماع آخر صوت للرعد قبل مغادرة الملجأ الآمن.
  2. احذر من المخاطر المتبقية: ابتعد عن خطوط الكهرباء المقطوعة والمياه الراكدة التي قد تخفيها، كن حذرًا من الأشجار أو الأغصان المتضررة التي قد تسقط.
  3. ساعد الآخرين: تحقق من جيرانك، خاصة كبار السن أو الأشخاص الذين قد يحتاجون إلى مساعدة، إذا تعرض شخص ما لصعقة برق، اتصل بالطوارئ فورًا، فضحايا الصواعق لا يحملون شحنة كهربائية ويمكن تقديم الإسعافات الأولية لهم بأمان.

عاصفة رعدية

اقوى عاصفة رعدية مسجلة في العالم

تحديد "اقوى عاصفة رعدية مسجلة في العالم" يعتمد على المعيار المستخدم للقياس، سواء كان الجهد الكهربائي، أو ارتفاع السحابة، أو حتى طول ومضة البرق التي تنتجها، إليك بعض السجلات القياسية التي تجسد القوة القصوى لهذه الظواهر:

1. الأقوى من حيث الجهد الكهربائي: في 1 ديسمبر 2014، شهدت الهند عاصفة رعدية هائلة سجلت فرق جهد كهربائي بلغ 1.3 مليار فولت، هذا الرقم القياسي، الذي قاسه العلماء باستخدام تلسكوب ميون متخصص، يزيد بنحو عشر مرات عن أي عاصفة رعدية أخرى تم قياسها سابقًا، مما يضع قوتها في مصاف الظواهر الكونية الشديدة.

2. الأطول من حيث امتداد البرق (Megaflash): في 29 أبريل 2020، سجلت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية رقمًا قياسيًا لأطول ومضة برق، امتدت لمسافة 768 كيلومترًا عبر أجزاء من جنوب الولايات المتحدة، لكن هذا الرقم تم تحطيمه لاحقًا، حيث تم توثيق ومضة برق في 22 أكتوبر 2017 امتدت لمسافة مذهلة بلغت 829 كيلومترًا (515 ميلًا) من شرق تكساس إلى قرب مدينة كانساس، وهو ما يعادل المسافة بين باريس والبندقية، هذا النوع من البرق العملاق يحدث عادة في أنظمة عواصف رعدية ضخمة معروفة باسم "أنظمة الحمل الحراري متوسطة النطاق".

3. الأطول مدة لمضة برق: في 18 يونيو 2020، تم تسجيل أطول ومضة برق من حيث المدة الزمنية، حيث استمرت لمدة 17.1 ثانية فوق أوروغواي وشمال الأرجنتين.

4. الأشد من حيث التأثير (الأعاصير القمعية): بينما ترتبط القوة غالبًا بالكهرباء، فإن العواصف الخارقة (Supercells) هي المسؤولة عن إنتاج اقوى اعصار في العالم من النوع القمعي، لا يمكن قياس قوتها بالجهد الكهربائي، بل بالدمار الذي تخلفه، إعصار "تراي-ستيت" عام 1925 في الولايات المتحدة يُعتبر اقوى اعصار في التاريخ من حيث الدمار وطول المسار، حيث قطع مسافة 352 كيلومترًا عبر ثلاث ولايات.

5. الأشد كعاصفة مدارية: من المهم التمييز بين عواصف رعدية والإعصار المداري، يُعتبر إعصار باتريشيا (Patricia) الذي ضرب المكسيك عام 2015 أحد أقوى الأعاصير المدارية المسجلة على الإطلاق، حيث وصلت سرعة رياحه المستدامة إلى 345 كم/ساعة. أما إعصار هايان (Haiyan) الذي ضرب الفلبين عام 2013، فيُعد من أكثرها تدميرًا وفتكًا.

الأسئلة الشائعة

ما الفرق بين التحذير من عاصفة رعدية والإنذار بوقوعها؟
التحذير (Watch) يعني أن الظروف مهيأة لتكون عواصف رعدية شديدة، ويجب الاستعداد، أما الإنذار (Warning) فيعني أن عاصفة رعدية شديدة قد تم رصدها بالفعل أو وشيكة الحدوث، ويجب اتخاذ إجراء فوري والاحتماء.

هل يمكن أن تحدث العواصف الرعدية في الشتاء؟
نعم، على الرغم من أنها أكثر شيوعًا في الأشهر الدافئة، يمكن أن تحدث عواصف رعدية في الشتاء، تُعرف هذه الظاهرة بـ "الرعد الثلجي" (Thundersnow) وتحدث عندما تكون طبقات الهواء العلوية غير مستقرة بما يكفي لتوليد البرق والرعد أثناء تساقط الثلوج.

ما هي المسافة الآمنة من عاصفة رعدية؟
لا يوجد مكان آمن في الخارج أثناء حدوث عواصف رعدية، يمكن للبرق أن يضرب على بعد أكثر من 15 كيلومترًا من مركز العاصفة، القاعدة الذهبية هي "عندما تسمع الرعد، اذهب إلى الداخل"، وانتظر 30 دقيقة بعد آخر صوت للرعد للخروج.

الخلاصة

تمثل عواصف رعدية كثيرة عرضًا مذهلاً لقوة الطبيعة التي لا يمكن ترويضها، فهي ظاهرة جوية تحمل في طياتها تناقضًا فريدًا، فمن ناحية، هي قوة خلاقة، تروي الأرض بالأمطار الحيوية، وتخصب التربة بالنيتروجين، وتنقي الهواء من الشوائب، وتحافظ على التوازن الكهربائي لكوكبنا، ومن ناحية أخرى، هي قوة مدمرة، قادرة على إطلاق العنان لرياح عاتية وفيضانات جارفة وبَرَد مدمر وبرق مميت. 

فهم كيف تتكون العواصف وآلياتها المعقدة وأنواعها المتعددة، من الخلية الواحدة البسيطة إلى العواصف الخارقة المنظمة، يمنحنا القدرة على تقدير عظمتها واحترام قوتها، الاستعداد والمعرفة هما خط الدفاع الأول. 

شارك هذا المقال من مدونة لحظة مع أحبائك لزيادة الوعي حول عواصف رعدية، وكن دائمًا على استعداد لمواجهة تقلبات الطقس.

موضوعات مقترحة:

السياحة في السعودية|الأنواع والمقومات والمستقبل

مدينة التمور ببريدة|درة تاج السوق العالمي

الدوري السعودي: تاريخ عريق وحاضر عالمي

الطقس: السعودية في قلب التغير المناخي

 مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل: التراث وأصالة المستقبل

 أخطر أنواع الأمراض النفسية: افهم وساعد

الحراج: كلمة سحرية في عالم التجارة السعودية

الذكاء الاصطناعي .. أنواعه وتطبيقاته وأثره على المجتمع السعودي

طيور الحب: دليل شامل لكل ما تريد معرفته

إحصائيات كريستيانو رونالدو

 الخطوط السعودية.. من طائرة دوجلاس DC-3 إلى أكبر أساطيل المنطقة

 العطور: أنواعها وأضرارها وكيفية اختيار ما يناسبك

 اسعار الذهب اليوم في السعودية .. التطورات والتوقعات

 سرعة النت .. طرق القياس واكتشاف المشكلات وحلها

 حضوري: برنامج في ميزان الجدل

اترك تعليقك هنا

أحدث أقدم