صنع في السعودية|رؤية طموحة إلى العالمية

صنع في السعودية

بينما كان النفط لعقود طويلة هو المحرك الأساسي للاقتصاد، تتجه المملكة العربية السعودية اليوم بخطى واثقة نحو تنويع مصادر دخلها، وتعزيز القيمة المضافة في كافة القطاعات، وباتت ترفع بقوة شعار صنع في السعودية

وتشهد السعودية تحولًا صناعيًا تاريخيًا، مُعيدةً رسم ملامح اقتصادها الوطني ببوصلة رؤية 2030 الطموحة، وفي قلب هذا التحول، يبرز شعار صنع في السعودية ليس فقط كعلامة تجارية، بل كرمز لمرحلة جديدة من التميز والابتكار والاعتماد على الذات. 

هذه المبادرة لا تهدف فقط إلى تشجيع المنتج المحلي، بل تسعى لجعل المملكة قوة صناعية رائدة ومنصة لوجستية عالمية، انضم إلينا في مدونة لحظة لاستكشاف رحلة الصناعة السعودية وكيف يرسم برنامج صنع في السعودية ملامح مستقبل واعد.

اقرأ أيضًا: مدينة التمور ببريدة|درة تاج السوق العالمي

ما هو القطاع الصناعي؟

يُعرَّف القطاع الصناعي بأنه أحد الركائز الاقتصادية الأساسية التي تساهم في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للمملكة العربية السعودية، ولم تعد الصناعة في المملكة مجرد نشاط ثانوي، بل أصبحت خيارًا استراتيجيًا ومحورًا للتنمية وعصبًا للنمو الاقتصادي المستدام.

القطاع الصناعي هو الذي يحول المواد الخام، سواء كانت مستخرجة من باطن الأرض كالمعادن أو ناتجة عن قطاعات أخرى كالنفط، إلى منتجات ذات قيمة مضافة يمكن استخدامها مباشرة أو إدخالها في صناعات أخرى. 

ويلعب هذا القطاع دورًا رئيسيًا في تحويل الاقتصاد المحلي من اقتصاد ريعي يعتمد على تصدير الموارد الطبيعية إلى اقتصاد إنتاجي متنوع يعتمد على قدراته الذاتية، مما يسهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتوفير فرص عمل نوعية.

بداية التصنيع في السعودية تاريخيًا

لم تكن الصناعة السعودية وليدة اللحظة، بل هي رحلة بدأت في وقت مبكر من تاريخ المملكة الحديث، يمكن تتبع أولى بوادر حركة التصنيع الوطنية إلى عام 1355هـ (1936م)، عندما قامت "شركة التوفير والاقتصاد العربية" في مكة المكرمة بتجهيز بدلات عسكرية، مما يمثل خطوة أولية نحو الإنتاج المحلي المنظم.

إلا أن نقطة التحول الحقيقية كانت مع اكتشاف النفط، الذي أصبح الركيزة الأساسية التي قامت عليها الصناعة الحديثة، ففي سبعينيات القرن العشرين، شهدت المملكة انطلاقة صناعية منظمة مع تأسيس وزارة الصناعة والثروة المعدنية (تحت مسميات مختلفة آنذاك)، وإنشاء صندوق التنمية الصناعية السعودي في عام 1974م لتمويل المشاريع الصناعية. 

تبع ذلك تأسيس "الهيئة الملكية للجبيل وينبع" وشركة "سابك" في عام 1976م، وهما المحركان الرئيسيان لقطاع البتروكيماويات الذي وضع المملكة على الخريطة الصناعية العالمية، هذه المحطات التاريخية شكلت الإرث الذي تُبنى عليه النهضة الصناعية الحالية.

أهمية شعار صنع في السعودية

يحمل شعار صنع في السعودية أهمية استراتيجية تتجاوز كونه مجرد علامة تجارية، فهو يمثل هوية وطنية موحدة تهدف إلى تعزيز الولاء للمنتجات السعودية محليًا وعالميًا، ويساهم بشكل مباشر في تحقيق مستهدفات رؤية 2030، وتتلخص أهميته في عدة نقاط محورية:

  1. تعزيز الثقة والولاء: يهدف شعار صناعة سعودية إلى بناء صورة ذهنية إيجابية عن المنتج الوطني لدى المستهلكين داخل المملكة وخارجها، مما يرفع من مستوى الثقة في جودته وتميزه ويشجع على تفضيله.
  2. دعم الاقتصاد الوطني: من خلال تشجيع المستهلكين على شراء السلع المحلية، يساهم البرنامج في تنمية الناتج المحلي غير النفطي، وزيادة مساهمة القطاع الخاص في الاقتصاد من 40% إلى 65%.
  3. تمكين الصادرات: يعمل البرنامج على تعزيز مكانة المنتجات السعودية في الأسواق الدولية، ويهدف إلى رفع نسبة الصادرات غير النفطية من 16% إلى 50% من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي بحلول عام 2030.
  4. جذب الاستثمارات: يساهم برنامج صنع في السعودية في جعل المملكة وجهة صناعية رائدة وجاذبة للاستثمارات المحلية والأجنبية، مما يدعم جهود توطين الصناعات في السعودية.

عدد المدن الصناعية في السعودية

شهدت المملكة قفزة هائلة في تطوير البنية التحتية الصناعية في سياق مبادرة صنع في السعودية، وتُعد المدن الصناعية حجر الزاوية في هذا التطور، فمنذ تأسيس الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن" في عام 2001م، ارتفع عدد المدن الصناعية بشكل مطرد.

بحلول نهاية عام 2020، كانت "مدن" تشرف على 36 مدينة صناعية، ومع تسارع وتيرة العمل لتحقيق رؤية 2030، وصل هذا العدد إلى 39 مدينة صناعية بنهاية عام 2024 م، بالإضافة إلى إشرافها على المجمعات والمدن الصناعية الخاصة.

وتشير التقارير إلى وجود أكثر من 40 مدينة ومنطقة صناعية واقتصادية متكاملة في مختلف أنحاء المملكة حاليًا، مما يوفر بيئة مثالية للمستثمرين ويعزز من قدرة الصناعة في السعودية 2030 على المنافسة عالميًا.

كم عدد المصانع في السعودية؟

يعكس عدد المصانع المتزايد حجم التحول الصناعي الذي تعيشه المملكة، فمنذ إطلاق رؤية 2030، شهد القطاع نموًا هائلًا، في عام 2016، كان عدد المصانع يبلغ 7,206 مصانع.

وبفضل الدعم الحكومي والبيئة الاستثمارية المحفزة، قفز هذا الرقم بنسبة 60% ليصل إلى 11,549 مصنعًا في عام 2023، ولم يتوقف النمو عند هذا الحد، فمع حلول عام 2024، أصبحت المملكة تضم أكثر من 12,000 مصنع قائم، باستثمارات إجمالية تجاوزت 1.5 تريليون ريال.

هذا النمو ليس مجرد أرقام، بل هو انعكاس لسياسات داعمة واستثمارات ضخمة، حيث ارتفع حجم الاستثمارات الصناعية الجديدة من 963 مليون ريال في عام 2020 إلى 26.7 مليار ريال في 2024، بزيادة تتجاوز 2700%. 

وتطمح الاستراتيجية الوطنية للصناعة إلى الوصول إلى 36 ألف مصنع بحلول عام 2035، مما يؤكد أن رحلة الصناعة السعودية لا تزال في بدايتها.

الصناعات في السعودية

أهم الصناعات في السعودية

ترتكز الصناعات في السعودية على قاعدة متنوعة تستفيد من الموارد الطبيعية الهائلة والموقع الاستراتيجي للمملكة، مع التركيز على القطاعات الواعدة التي تحقق قيمة مضافة عالية، وتأتي في مقدمة هذه الصناعات السعودية:

  1. الصناعات البترولية والغاز الطبيعي: لا تزال هذه الصناعة هي العمود الفقري للاقتصاد، حيث تمتلك المملكة احتياطيات ضخمة، وتعمل على تعظيم القيمة المضافة من خلال عمليات التكرير والتصنيع.
  2. الصناعات البتروكيماوية: تُعد المملكة لاعبًا عالميًا رئيسيًا في هذا القطاع، بوجود شركات عملاقة مثل "سابك"، حيث يتم تحويل المواد الخام البترولية إلى منتجات ذات قيمة عالية كالبلاستيك والأسمدة والكيماويات المتخصصة.
  3. صناعة التعدين واستخراج المعادن: يُعتبر قطاع التعدين الركيزة الثالثة للصناعة السعودية، بفضل الثروة المعدنية الهائلة التي تُقدر بنحو 5 تريليون ريال، وتشمل الذهب، الفوسفات، البوكسايت، والنحاس.
  4. الصناعات الغذائية: يلعب هذا القطاع دورًا محوريًا في تحقيق الأمن الغذائي، ويشهد نموًا متسارعًا في مجالات الألبان، المشروبات، المخبوزات، والاستزراع المائي.
  5. الصناعات العسكرية: تسعى المملكة إلى توطين 50% من إنفاقها العسكري بحلول 2030، مما يجعل هذا القطاع من أكثر القطاعات الواعدة، مع التركيز على صناعة المعدات الدفاعية والأنظمة المتقدمة.
  6. صناعة السيارات: مع إطلاق علامات تجارية مثل "سير" واستقطاب استثمارات من شركات عالمية مثل "لوسيد" و"هيونداي"، تتجه المملكة لتكون مركزًا إقليميًا لصناعة السيارات، وخاصة الكهربائية.
  7. صناعة الأدوية والأجهزة الطبية: تهدف المملكة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الأمن الدوائي من خلال توطين هذه الصناعات الحيوية.
  8. صناعة الطاقة المتجددة: مع التوجه العالمي نحو الاستدامة، تستثمر المملكة بقوة في صناعة مكونات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتقنيات الهيدروجين الأخضر.

منتجات صناعة سعودية

تتنوع منتجات صنع في السعودية لتشمل مجموعة واسعة من السلع التي تنافس بجودتها في الأسواق المحلية والعالمية، فإلى جانب المنتجات البتروكيماوية والمعادن التي تُصدر إلى أكثر من 178 دولة، برزت منتجات صنع في السعودية في قطاعات جديدة ومتطورة.

في قطاع النقل، بدأت المملكة إنتاج سيارات كهربائية تحمل علامة صنع في السعودية مثل "سير" و"لوسيد"، بالإضافة إلى صناعة إطارات السيارات من خلال شراكات عالمية، وفي الصناعات البحرية، يتم تصنيع 22 نوعًا مختلفًا من السفن والزوارق. 

أما في مجال التقنية المتقدمة، فهناك شركات سعودية رائدة تصدر وحدات تكييف متطورة إلى السوق الأمريكي، حيث تتوافق مع أعلى المواصفات العالمية ويتم تصنيع أكثر من 70% من مكوناتها محليًا.

كما تشمل قائمة المنتجات السعودية الأدوية والأجهزة الطبية، والورق الذي يُصدر لأكثر من 50 دولة، بالإضافة إلى المنتجات الغذائية عالية الجودة التي أصبحت علامة فارقة في الأسواق الإقليمية.

المدن الصناعية في السعودية

تعتبر المدن الصناعية في المملكة بنية تحتية متكاملة ومحركًا رئيسيًا للنهضة الصناعية، تقود الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن) جهود تطوير هذه المدن، التي أصبحت بيئات استثمارية جاذبة تتميز بخدمات متكاملة، من أبرز هذه المدن:

  • الجبيل وينبع: تُعدان من أكبر المراكز العالمية للبتروكيماويات والصناعات الثقيلة.
  • رأس الخير: مركز محوري للصناعات التعدينية، وتضم مجمعًا عالميًا للألومنيوم والفوسفات.
  • مدينة الملك عبد الله الاقتصادية (KAEC): نموذج فريد يدمج بين الصناعة والخدمات اللوجستية، وتضم ميناءً متطورًا ومجمع الملك سلمان لصناعة السيارات.
  • جازان للصناعات الأساسية والتحويلية: تركز على الصناعات الثقيلة والصناعات الغذائية، وتعتبر بوابة للصادرات نحو إفريقيا.
  • سدير للصناعة والأعمال: منطقة صناعية ولوجستية متخصصة تستقطب استثمارات نوعية في الصناعات الدوائية والغذائية.

بالإضافة إلى هذه المدن الكبرى، أطلقت المملكة تجمعات صناعية متخصصة مثل "أيرو بارك الأولى" في جدة لصناعة وصيانة الطائرات، وتجمعات غذائية عالمية تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي.

أهداف رؤية 2030 في الصناعة

وضعت رؤية السعودية 2030 أهدافًا طموحة لتحويل القطاع الصناعي إلى محرك أساسي للاقتصاد الوطني، وتحقيق قفزات نوعية في مختلف المؤشرات الاقتصادية، تشمل أبرز هذه الأهداف بحلول عام 2030:

  • زيادة الناتج المحلي الإجمالي: رفع مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 895 مليار ريال.
  • خلق فرص عمل: توفير ما يقارب 2.1 مليون وظيفة نوعية ومستدامة في القطاع الصناعي.
  • تعزيز الصادرات غير النفطية: الوصول بقيمة الصادرات الصناعية السنوية إلى 557 مليار ريال.
  • رفع نسبة المحتوى المحلي: زيادة مساهمة المكون المحلي في قطاع النفط والغاز إلى 75%، وتعزيزه في كافة القطاعات الأخرى.
  • مضاعفة أعداد المصانع: الوصول إلى 36 ألف مصنع بحلول عام 2035 لترسيخ مكانة المملكة كقوة صناعية رائدة.

هذه الأهداف الطموحة مدعومة باستراتيجيات واضحة ومبادرات نوعية لضمان تحقيقها، وجعل الصناعة في السعودية 2030 واقعًا ملموسًا.

الاستراتيجية الوطنية للتصنيع

تُعد الاستراتيجية الوطنية للصناعة، التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، خارطة الطريق الشاملة لتحقيق طموحات المملكة الصناعية، تهدف الاستراتيجية إلى بناء اقتصاد صناعي مرن وتنافسي ومستدام يقوده القطاع الخاص، ولتحقيق هذه الرؤية، ترتكز الاستراتيجية على ثلاثة أهداف رئيسية:

  1. بناء اقتصاد صناعي وطني مرن: قادر على التكيف مع المتغيرات العالمية وضمان استمرارية سلاسل الإمداد.
  2. تكوين مركز إقليمي صناعي متكامل: يلبي الطلب المحلي والإقليمي ويستفيد من الموقع الاستراتيجي للمملكة.
  3. تحقيق ريادة عالمية في صناعات مختارة: من خلال التركيز على 12 قطاعًا صناعيًا ذا أولوية تمتلك فيها المملكة مزايا تنافسية.

ولضمان تنفيذ هذه الأهداف، حددت الاستراتيجية 15 مُمكّنًا صناعيًا ضمن أربعة محاور تمكينية هي بناء وتعزيز سلاسل إمداد بمعايير عالمية، تنمية بيئة الأعمال الصناعية، تعزيز التجارة الدولية للمملكة، وتنمية ثقافة الابتكار والمعرفة.

متطلبات إنشاء مصنع في السعودية

حرصت المملكة على تسهيل رحلة المستثمر الصناعي وتوفير بيئة عمل واضحة وشفافة، ولإنشاء مصنع، وضعت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن" دليلًا شاملًا يوضح المعايير والاشتراطات اللازمة، والتي تشمل:

  • مكونات المصنع: يجب أن يضم المصنع وحدات متكاملة تشمل صالات إنتاج، مستودعات للمواد الخام والمنتجات النهائية، خدمات للعاملين، مبانٍ إدارية، بالإضافة إلى خدمات الأمن والسلامة.
  • الارتدادات النظامية: يجب الالتزام بالمسافات المحددة بين المباني الصناعية والأسوار لضمان السلامة وسهولة الحركة.
  • متطلبات السلامة: تشمل الحصول على مخطط سلامة معتمد، وتركيب أنظمة إطفاء وإنذار بالحريق، والحصول على شهادات سلامة التمديدات الكهربائية.
  • الرخص والتصاريح: تتطلب العملية الحصول على ترخيص صناعي، وشهادة تشغيل بيئية، بالإضافة إلى شهادة إتمام البناء من "مدن".

بعد استيفاء هذه المتطلبات، تقوم "مدن" بزيارة تفتيشية للتحقق من تطبيق كافة المعايير قبل إصدار رخصة التشغيل النهائية، التي تتراوح مدتها من 6 أشهر إلى 3 سنوات حسب مستوى التزام المنشأة.

مبادرة صنع في السعودية

تمثل مبادرة صنع في السعودية، التي أُطلقت في مارس 2021 برعاية كريمة من سمو ولي العهد، حجر الزاوية في دعم المنتج الوطني، هذه المبادرة التي تقودها هيئة تنمية الصادرات السعودية، ليست مجرد حملة ترويجية، بل هي مشروع وطني متكامل يهدف إلى بناء هوية موحدة للصناعات والخدمات السعودية، وتعزيز ثقة المستهلك بها، وتمكينها من المنافسة عالميًا. 

تسعى المبادرة إلى تحقيق أهداف رؤية 2030 عبر زيادة مساهمة القطاع الخاص في الاقتصاد، ورفع نسبة الصادرات غير النفطية، وتوفر المبادرة للشركات الأعضاء فرصة استخدام شعار صنع في السعودية، الذي أصبح علامة على الجودة والموثوقية، بالإضافة إلى العديد من المزايا التي تدعم نموها وتوسعها.

برنامج صنع في السعودية

يعد برنامج صنع في السعودية الإطار التنفيذي للمبادرة، وهو أحد مبادرات برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية (ندلب)، ويعمل البرنامج بشكل مباشر مع الشركات المحلية لتمكينها من النمو وتوسيع نطاق أعمالها. 

من خلال برنامج صنع في السعودية، تحصل الشركات على الدعم اللازم لتسويق منتجاتها، والوصول إلى أسواق جديدة، والتواصل مع شريحة أوسع من العملاء، كما يعمل البرنامج على بناء شراكات استراتيجية بين القطاعين العام والخاص، وتنظيم فعاليات كبرى مثل معرض صنع في السعودية لتعزيز التكامل وخلق فرص استثمارية جديدة.

 الهدف الأسمى للبرنامج هو تحويل المملكة إلى وجهة صناعية رائدة، وجعل المنتجات السعودية الخيار المفضل في كل مكان.

شهادة صنع في السعودية

الحصول على شهادة صنع في السعودية يعني في الواقع الحصول على الحق في استخدام شعار صناعة سعودية الرسمي على المنتجات، هذه الشهادة ليست مجرد ملصق، بل هي إقرار بأن المنتج يفي بمعايير محددة تضمن جودته وأصله الوطني، للحصول على هذه الشهادة، يجب على الشركات استيفاء شروط صنع في السعودية، وأهمها:

  • المحتوى المحلي: يجب ألا يقل المكون المحلي الخالص في المنتج عن 40%، هذا الشرط يضمن أن القيمة المضافة للصناعة تبقى داخل الاقتصاد الوطني، وأن المنتج يستحق أن يحمل شعار صنع في السعودية.
  • معايير الجودة: يجب أن تكون المنتجات مطابقة للمواصفات والمقاييس المعتمدة من الهيئات السعودية المختصة، مثل هيئة المواصفات والمقاييس والجودة، وهيئة الغذاء والدواء.
  • الإنتاج داخل المملكة: يجب أن تتم عملية الإنتاج الرئيسية للمنتج داخل حدود المملكة العربية السعودية.

تمنح هذه الشهادة منتجات صنع في السعودية ميزة تنافسية، وتعزز ثقة المستهلكين بها.صناعه سعوديه

معرض الصناعات السعودية

يُعد معرض الصناعات السعودية، أو كما يُعرف رسميًا بـ "معرض صنع في السعودية"، المنصة الوطنية الأبرز التي تجمع نخبة المصنعين المحليين والجهات الحكومية والخاصة تحت سقف واحد. 

يهدف معرض صناعة سعودية إلى عرض أحدث المنتجات والخدمات المحلية، وتعزيز حضورها في الأسواق الداخلية والخارجية، وقد أثبت المعرض نجاحه الكبير، حيث استقطبت دورته الثانية أكثر من 72 ألف زائر، وشهدت توقيع 61 اتفاقية استراتيجية لتوطين الصناعات وزيادة الصادرات. 

يمثل معرض صنع في السعودية فرصة مثالية لبناء الشراكات، وتحقيق التكامل بين القطاعات، وتمكين القطاع الخاص من لعب دور أكبر في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.

دور الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن"

تلعب الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن" دورًا محوريًا كشريك أول وممكّن رئيسي للمنظومة الصناعية في المملكة، فمنذ تأسيسها، كرّست هيئة مدن الصناعية جهودها لتطوير بنية تحتية صناعية متكاملة ومستدامة، يتجاوز دور هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية مجرد توفير الأراضي الصناعية، ليشمل خطوات عدة تدعم شعار صنع في السعودية:

  • تطوير مدن المستقبل: إنشاء وإدارة 39 مدينة صناعية مجهزة بأحدث الخدمات والمرافق.
  • تقديم منتجات مبتكرة: توفير حلول متنوعة للمستثمرين مثل المصانع الجاهزة، والأراضي الخدمية، والحلول اللوجستية، وبرامج تمويلية مثل "أرض وقرض" و"مصنع وقرض" بالتعاون مع صندوق التنمية الصناعية.
  • دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة: تقديم حوافز وبرامج خاصة لدعم رواد الأعمال وتمكين نمو مشاريعهم.
  • تمكين المرأة في الصناعة: العمل على زيادة حجم الاستثمارات النسائية في القطاع الصناعي وتوفير بيئة عمل ملائمة.

بفضل جهود الهيئة السعودية للمدن الصناعية، أصبحت المدن الصناعية بيئات استثمارية حيوية تساهم بفعالية في تحقيق أهداف رؤية 2030.

أسئلة شائعة

ما هي أهم الصناعات في السعودية؟
أهم الصناعات في السعودية تشمل البتروكيماويات، التعدين، الصناعات الغذائية، الصناعات العسكرية، صناعة السيارات، والأدوية، بالإضافة إلى قطاع الطاقة المتجددة الذي يشهد نموًا متسارعًا.

ما هي أهم الصناعات المطلوبة في السعودية؟
الصناعات المطلوبة بكثرة تشمل تلك المرتبطة بالطاقة المتجددة، صناعة السيارات الكهربائية، الأدوية والمستلزمات الطبية، الصناعات العسكرية، والتقنيات المتقدمة المرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.

ما هي الصناعة التي تشتهر بها المملكة العربية السعودية؟
تاريخيًا، تشتهر المملكة بصناعة البترول والبتروكيماويات، حيث تُعد من أكبر المنتجين والمصدرين في العالم. وحاليًا، تتجه لتكون رائدة في صناعات التعدين والطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية.

الخلاصة

الصناعة السعودية ليست مجرد قطاع اقتصادي، بل هي قصة تحول وطني شامل، فمنذ البدايات المتواضعة، وصولًا إلى النهضة الصناعية الحديثة التي تقودها رؤية 2030، أثبتت المملكة قدرتها على بناء اقتصاد متنوع ومستدام. 

ويمثل برنامج صنع في السعودية تتويجًا لهذه الجهود، فهو ليس مجرد شعار، بل هو التزام بالجودة والابتكار، ودعوة للمواطنين والمقيمين لدعم المنتج الوطني، ورسالة للعالم بأن هناك صناعة سعودية قادرة على المنافسة والريادة، ومع استمرار الاستثمارات وتطوير القدرات البشرية، فإن مستقبل الصناعة في السعودية يبدو أكثر إشراقًا من أي وقت مضى. 

تدعوك مدونة لحظة لتكون جزءًا من هذا النجاح، عبر دعمك لمنتجات صنع في السعودية واستكشاف الفرص الاستثمارية الواعدة في هذا القطاع الحيوي.

موضوعات مقترحة:

اترك تعليقك هنا

أحدث أقدم