السياحة في السعودية|الأنواع والمقومات والمستقبل

السياحة في السعودية

لم تعد المملكة العربية السعودية مجرد وجهة تحمل في طياتها العمق الروحي والتاريخي، بل أصبحت اليوم منارة عالمية ترسم ملامح جديدة لخريطة السفر العالمية.

بفضل رؤية 2030 الطموحة، تشهد السياحة في السعودية تحولًا تاريخيًا، حيث تتشابك أصالة التراث مع فخامة المشاريع المستقبلية، وتتنوع تضاريسها من الصحاري الشاسعة إلى الشواطئ البكر والجبال الشاهقة، هذا التطور المذهل ليس مجرد خطة على ورق، بل هو واقع ملموس يعيشه ملايين الزوار الذين اكتشفوا كنوز المملكة الخفية.

اكتشف مع مدونة لحظة هذا المزيج الفريد من المغامرة والثقافة والابتكار الذي يجعل من السياحة في السعودية تجربة لا تُنسى.  

اقرأ أيضًا: الدوري السعودي: تاريخ عريق وحاضر عالمي

الأمن السيبراني السعودي|الخدمات والمجالات والفرص

أنواع السياحة في المملكة العربية السعودية

تتجاوز السياحة في السعودية اليوم مفهومها التقليدي المرتبط بالسياحة الدينية لتشمل باقة واسعة ومتنوعة من التجارب التي تلبي شغف كل مسافر، فتحت المملكة أبوابها للعالم لتكشف عن ثرواتها الطبيعية والثقافية والترفيهية، مما أدى إلى ازدهار أنواع متعددة من السياحة.

  • السياحة الدينية: تظل السياحة الدينية حجر الزاوية، حيث تستقبل مدينتا مكة المكرمة والمدينة المنورة ملايين الحجاج والمعتمرين سنويًا، مع خطط طموحة لزيادة الطاقة الاستيعابية وتسهيل رحلتهم الإيمانية.
  • السياحة الثقافية والتراثية: تزخر المملكة بمواقع أثرية وتاريخية عريقة، بعضها مسجل ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وتعد العلا موطنًا للحِجر (مدائن صالح)، والدرعية التاريخية بوابة الدولة السعودية الأولى، وجدة التاريخية (البلد) نافذة على تراث الحجاز المعماري الفريد، هذه الاماكن السياحية في السعودية تقدم رحلة عبر الزمن.
  • السياحة الترفيهية والمغامرات: من صحراء الربع الخالي الشاسعة إلى جبال عسير الخضراء، توفر سياحة السعودية فرصًا لا حصر لها للمغامرة. يمكن للزوار الاستمتاع بتسلق الجبال، والتخييم في الصحراء، والغوص في مياه البحر الأحمر الصافية التي لم تمسها يد الإنسان بعد.
  • سياحة الفعاليات والمهرجانات: أصبحت المملكة مسرحًا عالميًا للفعاليات الكبرى، مواسم السعودية مثل موسم الرياض وموسم جدة، تقدم تجارب ترفيهية عالمية المستوى، بينما تستقطب الأحداث الرياضية مثل سباقات فورمولا 1 وبطولات الملاكمة عشاق الرياضة من كل مكان.
  • سياحة الأعمال والمؤتمرات (MICE): مع التطور الاقتصادي الهائل، برزت المملكة كمركز إقليمي للأعمال، حيث تجذب المعارض والمؤتمرات الدولية المهنيين وقادة الأعمال، مما يعزز البنية التحتية الفندقية وخدمات الضيافة.
  • السياحة الصحية والاستشفائية: مشاريع مثل "أمالا"، التي تُلقب بـ "ريفييرا الشرق الأوسط"، تهدف إلى إنشاء وجهات فاخرة تركز على النقاهة والصحة والعلاج، مستفيدة من الطبيعة الخلابة والمرافق المتطورة.

مقومات السياحة في السعودية

يرتكز النمو الهائل الذي يشهده قطاع السياحة في السعودية على مجموعة من المقومات الصلبة التي تجعل منها وجهة سياحية متكاملة وجاذبة، هذه المقومات لا تقتصر على الأصول الطبيعية والتاريخية فحسب، بل تمتد لتشمل بنية تحتية حديثة وإطارًا تشريعيًا داعمًا.

  • تتمتع المملكة بتنوع جغرافي ومناخي فريد: تمتد شواطئها على ساحل البحر الأحمر والخليج العربي لآلاف الكيلومترات، وتتميز بشعاب مرجانية بكر وجزر ساحرة، وفي الداخل تتناقض الصحاري الذهبية الشاسعة مع المرتفعات الجبلية الخضراء في الجنوب الغربي مثل منطقة عسير، والواحات الخصبة في الشرق مثل واحة الأحساء، هذا التنوع يتيح تقديم تجارب سياحية مختلفة على مدار العام.
  • البنية التحتية المتطورة: استثمرت المملكة مليارات الدولارات في بناء وتحديث المطارات والفنادق والمنتجعات وشبكات الطرق، مما يسهل على السياح التنقل والوصول إلى مختلف المناطق السياحية في السعودية، مشاريع عملاقة مثل مطار البحر الأحمر الدولي وشركة طيران الرياض تهدف إلى ربط المملكة بأكثر من 100 وجهة عالمية بحلول عام -2030
  • الإرث التاريخي والثقافي العميق: تضم المملكة أكثر من 10,000 موقع تراثي وثقافي، مع ثمانية مواقع مسجلة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، مثل الحِجر في العلا والدرعية التاريخية، هذا العمق التاريخي يمنح السياحة في المملكة بعدًا ثقافيًا فريدًا يجذب المهتمين بالتاريخ والآثار من جميع أنحاء العالم.
  • الدعم الحكومي القوي: تعمل وزارة السياحه وصندوق التنمية السياحي والهيئة السعودية للسياحة ضمن منظومة موحدة لدعم القطاع، من خلال تطوير التشريعات، وتمويل المشاريع، وتسويق الوجهات السياحية عالميًا، مما يخلق بيئة استثمارية محفزة.

مميزات السياحة في السعودية

تنفرد السياحة في السعودية بمجموعة من المميزات التي تجعلها وجهة استثنائية ومختلفة عن غيرها في المنطقة والعالم، هذه المزايا تتجاوز مجرد وجود المعالم السياحية، لتشكل جوهر التجربة التي يعيشها الزائر:

  1. إحدى أبرز هذه المميزات هي أن الكثير من كنوزها الطبيعية والتاريخية لا تزال بكرًا وغير مكتشفة على نطاق واسع، فالغوص في البحر الأحمر يكشف عن شعاب مرجانية نقية لم تتأثر بالنشاط السياحي الكثيف، والتجول في وديان مثل وادي الديسة يقدم مناظر طبيعية خلابة لم تتغير منذ آلاف السنين، هذا الشعور بالاستكشاف الحقيقي يمنح الزائر تجربة أصيلة ونادرة في عالم اليوم.
  2. كما تتميز المملكة بمزيج فريد يجمع بين الحداثة المذهلة والأصالة العريقة، ففي الرياض يمكن للزائر أن يشاهد ناطحات السحاب المستقبلية والمراكز التجارية الفاخرة، وعلى بعد دقائق فقط، يتجول في أزقة الدرعية التاريخية الطينية التي تحكي قصة نشأة الدولة، هذا التناقض المثير يخلق تجربة غنية ومتعددة الأبعاد.
  3. علاوة على ذلك، يُعرف الشعب السعودي بكرم ضيافته وحسن استقباله للضيوف، وهي قيمة متجذرة في الثقافة المحلية، يشعر السياح في السعودية بترحيب حقيقي، مما يجعل رحلتهم أكثر دفئًا وتفاعلًا مع المجتمع المحلي.
  4. وأخيرًا، تعد المملكة واحدة من أكثر الدول أمانًا في العالم، حيث تحتل المرتبة الأولى بين دول مجموعة العشرين في مؤشرات الأمن، مما يوفر للزوار راحة البال والطمأنينة أثناء استكشافهم لمختلف اماكن السياحة في السعودية.

أماكن سياحية في السعودية

دور السياحة الداخلية في السعودية اقتصاديًا واجتماعيًا

تلعب السياحة الداخلية دورًا محوريًا في استراتيجية تطوير قطاع السياحة في السعودية، حيث لا تقل أهميتها عن السياحة الدولية، بل تعتبر ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة.

اقتصاديًا، تساهم سياحة داخلية في تحفيز الإنفاق المحلي وتنشيط الاقتصادات المحلية في مختلف مناطق المملكة، ففي عام 2024، بلغت رحلات السياحة الداخلية 86.2 مليون رحلة.

ووصل حجم الإنفاق عليها إلى 115.3 مليار ريال سعودي، هذا الإنفاق يدعم بشكل مباشر قطاعات الفنادق والمطاعم والنقل والترفيه، ويشجع على نمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تخدم السياح المحليين.

اجتماعيًا، تعزز السياحة الداخلية من ارتباط المواطنين والمقيمين بوطنهم، وتزيد من وعيهم بتراثه وتنوعه الجغرافي والثقافي. فمن خلال استكشاف أماكن سياحية في السعودية مثل العلا وأبها وجزر فرسان، يتعرف السعوديون على تاريخهم بشكل أعمق ويقدرون جمال بلادهم. 

كما أنها تخلق فرص عمل مباشرة للمواطنين في مناطقهم، مما يحد من الهجرة إلى المدن الكبرى ويدعم التنمية المتوازنة، وقد أطلقت وزارة السياحه استراتيجية "أهلها" لتنمية القدرات البشرية، بهدف توفير مليون وظيفة للمواطنين في القطاع بحلول عام 2030، والكثير من هذه الوظائف ترتبط ارتباطًا مباشرًا بدعم السياحة الداخلية.

المناطق السياحية في المملكة العربية السعودية

تتنوع المناطق السياحية في السعودية بشكل مذهل، مقدمة للزائر لوحة فسيفسائية من المناظر الطبيعية والتجارب الثقافية. كل منطقة تتميز بطابعها الخاص الذي يجعل من استكشاف المملكة رحلة لا تنتهي.

في الشمال الغربي، تتربع العلا على عرش الوجهات السياحية، بمشاهدها الطبيعية التي تشبه كوكب المريخ، وموقع الحِجر الأثري الذي يعد أول موقع سعودي يدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، المنطقة المحيطة بها، وصولًا إلى تبوك، تقدم تجربة قيادة ملحمية عبر وديان شاسعة وجبال مهيبة، ويعد وادي الديسة جوهرة طبيعية بحد ذاته.

على ساحل البحر الأحمر، تعد جدة بوابة الحرمين الشريفين ومدينة نابضة بالحياة، منطقة البلد التاريخية تأسر الزوار بعمارتها الفريدة ورواشينها الخشبية المتقنة، بينما يوفر كورنيش الحمراء إطلالات خلابة على نافورة الملك فهد، خاصة عند غروب الشمس.

أما في الجنوب الغربي، فترتفع جبال عسير الشاهقة، مقدمة أجواءً باردة ومناظر طبيعية خضراء تذكر بمزارع الأرز في فيتنام، قرى تراثية مثل رجال ألمع، المعروفة بـ "قرية خبز الزنجبيل"، وذي عين المبنية على قمة جبل من الرخام الأبيض، تقدم لمحة عن فن العمارة الفريد في المنطقة وفن "القط العسيري" النسائي.

وفي قلب المملكة، تقف الرياض كعاصمة حديثة تحتضن التاريخ، يمكن للزوار استكشاف حافة العالم في جرف طويق الشاهق، أو زيارة أبراج الحمام الغريبة في الدلم، بالإضافة إلى الدرعية التاريخية التي تعد مهد الدولة السعودية.

ولا تقتصر الاماكن السياحية في السعودية على ذلك، فهناك فوهة الوعبة البركانية المذهلة بالقرب من الطائف، وجزر فرسان التي تشبه المالديف في الجنوب، وواحة الأحساء أكبر واحة في العالم، هذه الوجهات المتنوعة تجعل من السياحة في السعودية مغامرة متجددة في كل زيارة.

إحصائيات السياحة في السعودية

تعكس ارقام السياحة في السعودية قصة نجاح استثنائية ونموًا متسارعًا يضع المملكة في صدارة المشهد السياحي العالمي، الأرقام لا تكذب، وهي تروي كيف تحولت الطموحات إلى إنجازات ملموسة على أرض الواقع.

في عام 2024، حققت المملكة رقمًا قياسيًا باستقبال 116 مليون سائح، متجاوزة بذلك هدفها السنوي للعام الثاني على التوالي، هذا الرقم الضخم ينقسم إلى 29.7 مليون سائح دولي، بزيادة قدرها 8% عن العام السابق، و86.2 مليون رحلة سياحية محلية، بزيادة 5%، هذا الأداء المتميز دفع المملكة إلى رفع سقف طموحاتها، حيث تستهدف الآن الوصول إلى 150 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030.

على الصعيد المالي، بلغت عائدات السياحة في السعودية مستويات تاريخية، وصل إجمالي الإنفاق السياحي في عام 2024 إلى 283.8 مليار ريال سعودي (75.6 مليار دولار)، وقد ساهم السياح الدوليون بمبلغ 168.5 مليار ريال، بزيادة مذهلة بلغت 19% مقارنة بعام 2023. أما الإنفاق على السياحة الداخلية فقد بلغ 115.3 مليار ريال.

هذه احصائيات السياحة في السعودية القوية جعلت المملكة تتصدر دول مجموعة العشرين في معدل نمو عدد السياح الدوليين، كما صنفتها منظمة السياحة العالمية كثاني أسرع وجهة سياحية نموًا في العالم، وتجدر الإشارة إلى النمو الهائل في سياحة الترفيه والعطلات، التي شهدت قفزة بنسبة 656% في الأشهر السبعة الأولى من عام 2024 مقارنة بنفس الفترة من عام 2019.

كم بلغ عدد زوار المملكة العربية السعودية 2024

شهد عام 2024 إنجازًا تاريخيًا في قطاع السياحة في السعودية، حيث تم تسجيل أرقام قياسية تؤكد على المكانة المتنامية للمملكة كوجهة عالمية رائدة. وفقًا للتقرير الإحصائي السنوي الصادر عن وزارة السياحه، بلغ إجمالي عدد السياح في السعودية حوالي 116 مليون سائح من الداخل والخارج، هذا الرقم يتجاوز بشكل كبير الأهداف الموضوعة ويظهر الزخم القوي الذي يشهده القطاع.

تفصيلًا، استقبلت المملكة ما يقرب من 29.7 مليون سائح دولي، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 8% عن عام 2023، ويعد أعلى رقم تسجله المملكة في تاريخها من حيث عدد الزوار الدوليين، وفي الوقت نفسه، شهدت السياحة الداخلية نشاطًا كبيرًا، حيث تم تسجيل 86.2 مليون رحلة سياحية محلية، بزيادة قدرها 5% عن العام السابق. 

الإجابة على سؤال كم عدد السياح في السعودية؟ تكشف عن قصة نجاح ملهمة، حيث تجاوزت المملكة هدفها المتمثل في استقبال 100 مليون زائر قبل سبع سنوات من الموعد المحدد في رؤية 2030.

أهداف قطاع السياحة في رؤية المملكة 2030

تعتبر السياحة في السعودية 2030 أحد أهم محركات التحول الاقتصادي والاجتماعي ضمن رؤية المملكة، وضعت القيادة السعودية أهدافًا طموحة وجريئة لتحويل المملكة إلى واحدة من أبرز الوجهات السياحية على مستوى العالم، وتتجاوز هذه الأهداف مجرد زيادة أعداد الزوار.

تتمثل أبرز أهداف رؤية 2030 في السياحة في رفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي من 3% إلى أكثر من 10% بحلول عام 2030، ولتحقيق ذلك، تم رفع الهدف الأصلي لاستقبال 100 مليون زائر سنويًا إلى 150 مليون زائر، مقسمة بين 70 مليون زائر دولي و80 مليون زائر محلي.

هدف رئيسي آخر هو خلق فرص عمل جديدة ومستدامة للمواطنين، تطمح الرؤية إلى توفير 1.6 مليون وظيفة في قطاع السياحة بحلول عام 2030، مع التركيز على تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية من خلال برامج متخصصة مثل استراتيجية "أهلها".

كما تهدف الرؤية إلى تنويع المنتج السياحي السعودي، من خلال تطوير 10 وجهات سياحية رئيسية، وإطلاق مشاريع عملاقة مثل نيوم، ومشروع البحر الأحمر، والقدية، والدرعية، والعلا. 

هذه المشاريع لا تهدف فقط لجذب السياح، بل تسعى لتقديم تجارب فريدة ومستدامة تعكس التراث الغني والطبيعة المتنوعة للمملكة، مع تعزيز الهوية الوطنية والإسلامية، كل هذه الأهداف تعمل بشكل متكامل لجعل السياحة في المملكة رافدًا اقتصاديًا حيويًا وجسرًا للتواصل الثقافي مع العالم.

أهمية السياحة في المملكة العربية السعودية

تكمن أهمية السياحة في السعودية في كونها أكثر من مجرد قطاع اقتصادي؛ فهي أداة استراتيجية لتحقيق تحول شامل ومستدام يتماشى مع طموحات رؤية 2030.

اقتصاديًا، تمثل السياحة محركًا رئيسيًا لتنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، فمن خلال استثمار أكثر من 800 مليار دولار في مشاريع سياحية ضخمة، تعمل المملكة على خلق اقتصاد أكثر مرونة واستدامة، قادر على جذب الاستثمارات الأجنبية وتوفير إيرادات ضخمة.

اجتماعيًا، تلعب السياحة في المملكة العربية السعودية دورًا حيويًا في خلق ملايين الوظائف للمواطنين، خاصة للشباب والنساء، مما يساهم في رفع جودة الحياة وتحقيق التنمية الاجتماعية، كما أنها تعمل كجسر للتواصل الثقافي، حيث تتيح للزوار من مختلف أنحاء العالم فرصة التعرف على الثقافة السعودية الأصيلة وكرم الضيافة، مما يساهم في بناء صورة إيجابية عن المملكة وتصحيح المفاهيم الخاطئة.

أهمية السياحة في السعودية تتجلى في دورها في الحفاظ على التراث الوطني وحمايته، فالتطوير السياحي لمواقع مثل العلا والدرعية لا يهدف فقط إلى جذب الزوار، بل يشمل أيضًا ترميم هذه المواقع الأثرية والحفاظ عليها للأجيال القادمة، مما يعزز الفخر بالهوية الوطنية والتاريخ العريق للمملكة.

تطوير السياحة في السعودية

يمثل تطور السياحة في السعودية قصة تحول مذهلة، مدفوعة باستراتيجية وطنية واضحة واستثمارات ضخمة وإرادة سياسية قوية، لم يكن هذا التطور وليد الصدفة، بل نتاج عمل دؤوب على عدة محاور متكاملة.

بدأ التطوير من الإطار التشريعي والتنظيمي، حيث تم إقرار قانون السياحة الجديد في عام 2022، الذي يهدف إلى خلق بيئة استثمارية جاذبة ومرنة، كما كان إطلاق نظام التأشيرة السياحية الإلكترونية في عام 2019 نقطة تحول تاريخية، حيث فتح أبواب المملكة أمام مواطني 66 دولة، بالإضافة إلى تسهيلات أخرى لحاملي تأشيرات الشنغن والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

على صعيد الاستثمار، تم ضخ أكثر من 810 مليار دولار في مشاريع سياحية عملاقة (Giga-Projects) تهدف إلى إعادة تعريف مفهوم الفخامة والترفيه والاستدامة، مثل نيوم ومشروع البحر الأحمر وأمالا والقدية، هذه المشاريع لا تقتصر على بناء الفنادق والمنتجعات، بل تشمل تطوير بنية تحتية متكاملة من مطارات وموانئ وطرق.

كما شمل تطور السياحة في السعودية التركيز على التحول الرقمي، من خلال إطلاق "استراتيجية السياحة الرقمية" ومنصة "روح السعودية" (Visit Saudi) التي تعمل كبوابة رقمية رسمية للسياحة، وفي الوقت نفسه، تم إيلاء اهتمام كبير لتنمية رأس المال البشري عبر برامج تدريب وتأهيل تهدف إلى إعداد جيل من رواد الأعمال والمحترفين في قطاع السياحة في السعودية.

أرقام السياحة في السعودية

مستقبل السياحة في السعودية

يبدو مستقبل السياحة في السعودية مشرقًا وواعدًا، مدعومًا برؤية طموحة واستثمارات غير مسبوقة والتزام حكومي راسخ، المملكة لا تسعى فقط لتكون وجهة سياحية كبرى، بل تهدف إلى أن تكون رائدة عالميًا في تقديم تجارب سياحية مبتكرة ومستدامة.

المستقبل سيشهد اكتمال المشاريع العملاقة التي ستغير وجه السياحة في المملكة، وجهات مثل "نيوم" بمدينتها الخطية "ذا لاين" ومنتجعها الجبلي "تروجينا"، و"مشروع البحر الأحمر" بمنتجعاته الفاخرة التي تعمل بالطاقة المتجددة، ستضع معايير جديدة للسياحة العالمية، هذه المشاريع ستركز على السياحة المتجددة التي لا تحافظ على البيئة فحسب، بل تعمل على تجديدها.

كما أن استضافة المملكة لأحداث عالمية ضخمة مثل "إكسبو 2030" في الرياض وبطولة "كأس العالم 2034" ستعطي دفعة هائلة للقطاع، وستضع سياحة السعودية تحت الأضواء العالمية، مما يجذب ملايين الزوار الجدد ويعزز البنية التحتية بشكل دائم.

التحول الرقمي سيستمر في لعب دور محوري تستفيد منه السياحة في السعودية، مع إطلاق طيران الرياض كأول شركة طيران رقمية في العالم، وتطوير خدمات سياحية ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة السياح، باختصار، مستقبل السياحة في السعودية هو مستقبل يجمع بين الاستدامة والابتكار والتجارب الثقافية الأصيلة، مما يضمن للمملكة مكانة مرموقة على خريطة السياحة العالمية لعقود قادمة.

الأسئلة الشائعة

كيف هي المملكة العربية السعودية للسياح؟
المملكة وجهة آمنة ومرحبة بالسياح، تتميز بتنوعها المذهل من المواقع التراثية العالمية والطبيعة البكر والمدن الحديثة، وشعبها معروف بكرم الضيافة. السياح في السعودية سيجدون تجارب فريدة تنتظرهم.

ما هي أكثر المدن سياحة في السعودية؟
تاريخيًا، كانت مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض الأكثر زيارة، حاليًا تشهد مدن مثل جدة والعلا نموًا سياحيًا متسارعًا بفضل معالمها الثقافية والترفيهية، لتصبح من أهم أماكن سياحية في السعودية.

ما هي الأماكن المشهورة في السعودية؟
تشمل الأماكن المشهورة الحرمين الشريفين في مكة والمدينة، وموقع الحِجر الأثري في العلا، والدرعية التاريخية، وجدة البلد، بالإضافة إلى المشاريع الجديدة مثل مشروع البحر الأحمر ونيوم التي تكتسب شهرة عالمية.

كيف تطورت السياحة في السعودية؟
تطورت بشكل هائل بفضل رؤية 2030، عبر استثمارات ضخمة في المشاريع العملاقة، وإصلاحات تشريعية كالتأشيرة الإلكترونية، والتركيز على تنويع المنتج السياحي ليشمل الترفيه والثقافة والمغامرات إلى جانب السياحة الدينية.

الخلاصة

رحلة السياحة في السعودية هي شهادة حية على قوة الرؤية والطموح، فخلال سنوات قليلة تحولت المملكة من وجهة يقتصر سحرها على العارفين به، إلى لاعب رئيسي على الساحة العالمية، يقدم للعالم مزيجًا فريدًا من الأصالة والحداثة. 

من خلال الاستثمار في كنوزها التراثية، وحماية طبيعتها البكر، وبناء مدن المستقبل، لا تبني المملكة وجهات سياحية فحسب، بل تبني جسورًا من التواصل الثقافي وتخلق فرصًا اقتصادية واعدة لأبنائها، إنها دعوة مفتوحة للعالم لاستكشاف قلب الجزيرة العربية النابض بالحياة، واكتشاف القصص التي لم تروَ بعد، وتجربة الضيافة السعودية الأصيلة.

تنصحك مدونة لحظة ألا  تفوت فرصة أن تكون جزءًا من هذا الفصل الجديد والمثير في تاريخ المملكة، وابدأ التخطيط لرحلتك القادمة إلى وجهة المستقبل اليوم.

موضوعات مقترحة:


اترك تعليقك هنا

أحدث أقدم