الأمن السيبراني السعودي|الخدمات والمجالات والفرص

الأمن السيبراني السعودي

في عصر أصبحت فيه البيانات أثمن من النفط، وتحولت فيه ساحات المواجهة من ميادين القتال التقليدية إلى الفضاء الرقمي الواسع، لم يعد الأمن السيبراني مجرد رفاهية تقنية، بل أصبح ضرورة حتمية لحماية مقدرات الأوطان واستقرارها.

ومع الاعتماد المتزايد على الأنظمة الحاسوبية والإنترنت في كل تفاصيل حياتنا اليومية، من إدارة البنى التحتية الحيوية إلى أبسط المعاملات التجارية، باتت الهجمات السيبرانية تشكل تهديدًا مباشرًا للأفراد والمؤسسات والدول على حد سواء. 

وأولت قيادة المملكة المملكة اهتمامًا استثنائيًا ببناء منظومة الأمن السيبراني السعودي المتكاملة، وتهدف إلى تأسيس فضاء سيبراني سعودي آمن وموثوق يمكّن النمو والازدهار.

فهم أبعاد الأمن السيبراني السعودي لم يعد خيارًا، بل واجبًا على كل من يعيش ويعمل في هذا الوطن الرقمي، استمر في متابعة مدونة لحظة، لتكتشف كيف تحمي عالمك الرقمي وتساهم في بناء مستقبل أكثر أمانًا.

اقرأ أيضًا: الطقس: السعودية في قلب التغير المناخي

الدوري السعودي: تاريخ عريق وحاضر عالمي

ما هو الأمن السيبراني السعودي؟

يُعرّف الأمن السيبراني السعودي بأنه مجموعة الممارسات والتقنيات والعمليات المصممة لحماية الشبكات وأنظمة تقنية المعلومات والتقنيات التشغيلية، وكل ما تحتويه من أجهزة وبرمجيات وبيانات، من أي اختراق أو استغلال غير مشروع. 

تعريف الأمن السيبراني السعودي، الذي تبنته الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، لا يقتصر على الحماية من الهجمات فحسب، بل يمتد ليشمل مفاهيم أمن المعلومات والأمن الرقمي والأمن الإلكتروني، ليؤسس منظومة حماية متكاملة.

بكلمات أبسط، الأمن السيبراني هو الدرع الذي يحمي الفضاء الرقمي للمملكة، إنه ليس مجرد تقنية، بل هو ثقافة وسلوك يعتمد بشكل كبير على وعي الأفراد والتزامهم بأفضل الممارسات، ففي النهاية، يمكن أن يتسبب خطأ بشري غير مقصود في ثغرة يستغلها المهاجمون. 

يركز الامن السيبراني في المملكة على بناء توازن دقيق بين الأدوات التكنولوجية المتقدمة وتنمية الكوادر البشرية الواعية والقادرة على مواجهة التحديات المتجددة، بما يضمن حماية المصالح الحيوية للدولة وأمنها الوطني.

تاريخ الأمن السيبراني والهاكر الأول

قد يبدو الأمن السيبراني مفهومًا حديثًا، لكن جذوره تمتد إلى أبعد مما نتصور، يمكن القول إن أول هجوم سيبراني في تاريخ الأمن السيبراني وقع في فرنسا عام 1834، عندما قام لصان بسرقة معلومات من السوق المالية عبر اختراق نظام التلغراف الفرنسي. 

لكن البداية الحقيقية لما نعرفه اليوم كانت في سبعينيات القرن الماضي. ففي عام 1971، قام باحث يُدعى بوب توماس بإنشاء برنامج حاسوبي أطلق عليه اسم "Creeper"، والذي كان قادرًا على الانتقال عبر شبكة  ARPANET  (النسخة الأولية من الإنترنت)، تاركًا رسالة "أنا الزاحف، أمسك بي إن استطعت!"، لم يكن البرنامج ضارًا، لكنه كان أول دودة حاسوبية في التاريخ.

وردًا على ذلك، قام زميله راي توملينسون، مخترع البريد الإلكتروني، بإنشاء برنامج Reaper الذي كان يطارد ويحذف برنامج "Creeper"، وبهذا وُلد أول برنامج لمكافحة الفيروسات، وكانت تلك هي اللحظة التي شهدت نشأة الأمن السيبراني.

أما عن القرصنة، فبينما ظهر العديد من المخترقين عبر السنين، يُعتبر رينيه كارميل أول "هاكر أخلاقي" في عام 1940، حيث استخدم خبرته في أنظمة بطاقات التثقيب لاختراق وتعطيل جهود النازيين في تعقب اليهود في فرنسا. 

في المقابل، يُشار غالبًا إلى كيفن ميتنيك كأول مجرم سيبراني شهير، حيث تمكن خلال فترة السبعينيات وحتى التسعينيات من اختراق بعض أكثر الشبكات أمانًا في العالم، معتمدًا على أساليب الهندسة الاجتماعية المعقدة. 

هذه الأحداث التاريخية إلى الجانب العديد مما لم يرد ذكره هنا شكلت ملامح المعركة المستمرة بين المهاجمين والمدافعين في الفضاء الرقمي، وفي قلب هذه المعركة يقف الأمن السيبراني السعودي صامدًا.

أنواع الأمن السيبراني

لتحقيق حماية شاملة لمنظومة الأمن السيبراني السعودي، لا يمكن النظر إلى الأمن السيبراني كوحدة واحدة، بل هو منظومة متكاملة تتألف من عدة تخصصات ومجالات، كل منها يركز على حماية جانب معين من العالم الرقمي، فهم أنواع الأمن السيبراني يساعد المؤسسات على بناء استراتيجية دفاعية متعددة الطبقات، من أبرز هذه انواع الامن السيبراني ما يلي:

  1. أمن الشبكات (Network Security): يركز هذا النوع من الأمن السيبراني السعودي على حماية البنية التحتية لشبكات الحاسوب من أي وصول غير مصرح به أو إساءة استخدام، ويشمل ذلك تأمين الأجهزة مثل أجهزة التوجيه (Routers) والجدران النارية (Firewalls) والبرمجيات التي تدير الشبكة، لضمان سلامة وسرية وتوافر البيانات أثناء انتقالها.
  2. أمن التطبيقات (Application Security): يهتم هذا المجال في الأمن السيبراني السعودي بحماية البرمجيات والتطبيقات من التهديدات، تبدأ الحماية منذ مرحلة التصميم والتطوير عبر كتابة أكواد آمنة، وتستمر بعد إطلاق التطبيق من خلال التحديثات الدورية واختبارات الكشف عن الثغرات، لمنع استغلالها من قبل المهاجمين.
  3. أمن المعلومات (Information Security): يُعنى الأمن السيبراني السعودي بحماية سلامة وسرية البيانات، سواء كانت مخزنة أو أثناء نقلها، يستخدم هذا المجال تقنيات مثل التشفير لمنع الوصول غير المصرح به، ووضع سياسات صارمة لإدارة صلاحيات الوصول، مما يضمن أن الأشخاص المخولين فقط هم من يمكنهم الاطلاع على المعلومات الحساسة.
  4. الأمن السحابي (Cloud Security): مع تزايد الاعتماد على الحوسبة السحابية، برز هذا التخصص في الأمن السيبراني السعودي لحماية البيانات والتطبيقات والبنى التحتية المستضافة في البيئات السحابية (العامة والخاصة والهجينة)، ويتطلب هذا النوع فهمًا عميقًا لنموذج المسؤولية المشتركة بين مزود الخدمة والعميل.
  5. أمن نقاط النهاية (Endpoint Security): يركز على حماية الأجهزة النهائية التي تتصل بالشبكة، مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة والمكتبية والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، هذه الأجهزة غالبًا ما تكون بوابة الدخول للمهاجمين، لذا يتم تأمينها باستخدام برامج مكافحة الفيروسات وأنظمة كشف التهديدات المتقدمة.
  6. أمن إنترنت الأشياء (IoT Security): يختص بحماية الأجهزة المتصلة بالإنترنت، من الأجهزة المنزلية الذكية إلى أجهزة الاستشعار الصناعية، ونظرًا لأن هذه الأجهزة غالبًا ما تفتقر إلى إمكانيات أمنية قوية، فإن تأمينها يعد تحديًا متزايد الأهمية.

الامن السيبراني في المملكة

أقسام الأمن السيبراني

داخل المؤسسات، يُنظَّم مجال الأمن السيبراني عادةً في عدة أقسام أو فرق متخصصة، كل منها يؤدي دورًا فريدًا وحيويًا في استراتيجية الدفاع الشاملة، تُعرف هذه التخصصات مجتمعةً باقسام الامن السيبراني، وتتكامل فيما بينها لضمان تغطية جميع جوانب الحماية، من أهم هذه الأقسام:

  • أمن تكنولوجيا المعلومات (IT Security): يُعتبر هذا الفريق هو خط الدفاع الأول في الأمن السيبراني السعودي، وهو مسؤول عن تنفيذ وصيانة الأدوات الأمنية اليومية مثل الجدران النارية، وأنظمة منع الاختراق، وبرامج مكافحة الفيروسات، يعمل محللو ومهندسو أمن المعلومات على التحقيق في التنبيهات الأمنية وتوثيق الخروقات وتطبيق السياسات الأمنية المعتمدة.
  • التدقيق والاستشارات (IT Auditing & Consulting): يقوم مدققو تكنولوجيا المعلومات بمراجعة البنية التحتية للمؤسسة بشكل دوري للتأكد من امتثالها للمعايير والسياسات الأمنية، يقدمون تقارير مفصلة عن نقاط الضعف ويقترحون حلولًا لسد الثغرات في الأمن السيبراني السعودي، مما يساعد الإدارة العليا على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن المخاطر.
  • القرصنة الأخلاقية واختبار الاختراق (Ethical Hacking/Penetration Testing): يتكون هذا الفريق من "المهاجمين الجيدين" الذين يحاكون هجمات سيبرانية حقيقية على أنظمة المؤسسة بهدف اكتشاف الثغرات الأمنية قبل أن يفعل المهاجمون الحقيقيون، تساعد نتائج اختباراتهم في تقوية الدفاعات وتصحيح الأخطاء البرمجية.
  • استخبارات التهديدات (Threat Intelligence): يعمل محللو هذا القسم على جمع وتحليل البيانات حول التهديدات السيبرانية الناشئة، وسلوكيات المهاجمين، وأحدث تقنيات الهجوم، تساهم تحليلاتهم في تمكين المؤسسة من اتخاذ إجراءات استباقية للدفاع ضد الهجمات المحتملة قبل وقوعها، وضمان الأمن السيبراني السعودي.
  • التحقيق الجنائي الرقمي والاستجابة للحوادث (Digital Forensics & Incident Response): عند وقوع هجوم سيبراني، يتدخل هذا الفريق للتحقيق في كيفية حدوث الاختراق، وتحديد الأضرار، وجمع الأدلة الرقمية، كما يقومون بتنفيذ خطط الاستجابة لاحتواء الهجوم واستعادة الأمن السيبراني السعودي إلى وضعه الطبيعي في أسرع وقت ممكن.
  • علم التشفير (Cryptography): يركز المتخصصون في هذا المجال على تصميم وتطبيق خوارزميات تشفير قوية لحماية البيانات الحساسة، عملهم أساسي لضمان سرية المعلومات، سواء كانت مخزنة على الأقراص الصلبة أو تنتقل عبر الشبكات.

أهمية الأمن السيبراني

في عالم اليوم الذي يعتمد بشكل كلي على التكنولوجيا، لم تعد أهمية الأمن السيبراني تقتصر على حماية أجهزة الكمبيوتر، بل أصبحت تمس كل جانب من جوانب حياتنا الشخصية والمهنية، وتمتد لتشكل حجر الزاوية في استقرار الدول وأمنها القومي، تتجلى أهمية الامن السيبراني في عدة محاور رئيسية:

  • حماية البيانات الحساسة: تعتمد الشركات والحكومات على أنظمة رقمية لتخزين كميات هائلة من المعلومات، بما في ذلك البيانات الشخصية للمواطنين، والسجلات المالية، والأسرار التجارية، والملكية الفكرية، يوفر الأمن الإلكتروني السعودي الأدوات والسياسات اللازمة لحماية هذه البيانات من السرقة أو التلاعب، مما يمنع جرائم مثل سرقة الهوية والاحتيال المالي.
  • ضمان استمرارية الأعمال والحفاظ على السمعة: يمكن أن يؤدي هجوم سيبراني ناجح إلى توقف العمليات بشكل كامل، مما يتسبب في خسائر مالية فادحة، علاوة على ذلك، يؤدي اختراق البيانات إلى تآكل ثقة العملاء والشركاء، والإضرار بسمعة المؤسسة بشكل قد يصعب إصلاحه، للأمن السيبراني دور حيوي في ضمان استمرارية الخدمات وحماية سمعة العلامة التجارية.
  • الآثار الاقتصادية والتنظيمية: تتجاوز تكلفة الهجمات السيبرانية الخسائر المباشرة لتشمل تكاليف إصلاح الأنظمة، والغرامات التنظيمية، والدعاوى القضائية المحتملة، إن تطبيق تدابير أمنية قوية في نظام الأمن السيبراني السعودي ليس مجرد إجراء وقائي، بل هو استثمار يحمي المؤسسة من التبعات الاقتصادية والقانونية الوخيمة.
  • حماية الأمن الوطني والبنية التحتية الحيوية: أصبح الأمن السيبراني جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي، فالبنى التحتية الحيوية مثل شبكات الكهرباء والمياه وأنظمة النقل والقطاع المالي تدار اليوم عبر أنظمة متصلة بالإنترنت، مما يجعلها أهدافًا محتملة للمهاجمين، يهدف الأمن السيبراني السعودي إلى حماية هذه القطاعات الحساسة من أي هجمات قد تهدد استقرار الدولة وسلامة مواطنيها.

أهم التهديدات السيبرانية

يتطور مشهد التهديدات السيبرانية باستمرار، حيث يبتكر المهاجمون أساليب جديدة ومتطورة لاختراق الدفاعات، والوعي بأبرز هذه التهديدات هو الخطوة الأولى نحو بناء استراتيجية دفاعية فعالة، في ما يلي بعض من أخطر وأكثر الهجمات شيوعًا:

1. البرمجيات الخبيثة (Malware): هو مصطلح شامل يصف أي برنامج ضار مصمم لإلحاق الضرر بالأنظمة الحاسوبية، تشمل أنواعه:

  • الفيروسات (Viruses): برامج تربط نفسها بملفات نظيفة وتنتشر عند تشغيل هذه الملفات، مما يؤدي إلى إتلاف البيانات أو تعطيل الأنظمة.
  • أحصنة طروادة (Trojan Horses): برامج ضارة تتنكر في شكل برامج شرعية لخداع المستخدمين وتثبيتها، بمجرد دخولها، يمكنها سرقة البيانات أو فتح باب خلفي للمهاجمين.
  • برامج الفدية (Ransomware): تقوم بتشفير ملفات الضحية أو قفل النظام بالكامل، ثم تطلب فدية مالية مقابل إعادة الوصول إليها.
  • الديدان (Worms): برامج ذاتية الانتشار تستغل الثغرات الأمنية للانتقال عبر الشبكات دون أي تدخل بشري، مما قد يسبب أضرارًا واسعة النطاق.

2. الهندسة الاجتماعية (Social Engineering): تعتمد هذه الهجمات على التلاعب النفسي لخداع الأفراد ودفعهم للكشف عن معلومات حساسة أو القيام بإجراءات تعرض أمنهم للخطر، وأشهر أنواعها ما يلي:

  • التصيد الاحتيالي (Phishing): يقوم المهاجمون بإرسال رسائل بريد إلكتروني أو رسائل نصية تبدو وكأنها من مصادر موثوقة (مثل البنوك أو الشركات المعروفة) لخداع الضحايا للنقر على روابط ضارة أو تقديم معلوماتهم الشخصية.
  • التصيد الموجَّه (Spear Phishing): هجوم تصيد أكثر دقة، حيث يقوم المهاجم بجمع معلومات عن الهدف (فرد أو مؤسسة) لتصميم رسالة مخصصة ومقنعة للغاية.
3. هجمات حجب الخدمة (DoS/DDoS): تهدف هذه الهجمات إلى إغراق خادم أو شبكة بكمية هائلة من حركة المرور غير الشرعية، مما يجعله غير قادر على الاستجابة للطلبات الحقيقية ويتسبب في توقف الخدمة عن المستخدمين الشرعيين.
4. هجوم الوسيط (Man-in-the-Middle - MitM): يقوم المهاجم باعتراض الاتصال بين طرفين (مثل مستخدم وموقع ويب) دون علمهما، هذا يسمح له بالتنصت على البيانات المتبادلة، وسرقتها، أو حتى تعديلها.
5. حقن لغة الاستعلام البنيوية (SQL Injection): يستغل المهاجمون ثغرات في تطبيقات الويب لإدخال أوامر SQL ضارة في حقول الإدخال، مما قد يمنحهم وصولًا غير مصرح به إلى قواعد البيانات وسرقة أو تعديل المعلومات المخزنة فيها.
6. التهديدات الداخلية (Insider Threats): تأتي هذه التهديدات من داخل المؤسسة، سواء عن قصد (موظف حاقد يسرق البيانات) أو عن غير قصد (موظف مهمل يقع ضحية للتصيد الاحتيالي)، وتعتبر من أخطر التهديدات لأن المهاجم لديه بالفعل وصول شرعي إلى الأنظمة.

خدمات الامن السيبراني

لمواجهة التهديدات المتطورة، تحتاج مؤسسات الأمن السيبراني السعودي إلى أكثر من مجرد برامج حماية، إنها تحتاج إلى استراتيجية شاملة مدعومة بمجموعة من الخدمات المتخصصة، وتقدم شركة الأمن السيبراني المحترفة مجموعة واسعة من خدمات الامن السيبراني التي تساعد على تقوية الدفاعات الرقمية، وتشمل هذه الخدمات:

  • تقييم المخاطر السيبرانية (Cybersecurity Risk Assessments): تقوم هذه الخدمة بتقييم الوضع الأمني الحالي للمؤسسة من خلال تحديد الأصول الرقمية الهامة، وتحليل التهديدات المحتملة، واكتشاف نقاط الضعف، تساعد نتائج التقييم في تحديد أولويات الإجراءات لحماية الأمن السيبراني السعودي وتخصيص الموارد بشكل فعال.
  • إدارة المخاطر الخارجية (External Risk Management): تركز هذه الخدمات على حماية المؤسسة والأمن السيبراني السعودي من التهديدات التي تنشأ خارج شبكتها. ويشمل ذلك مراقبة الأصول الخارجية، واكتشاف حالات انتحال العلامة التجارية على الإنترنت، ورصد تسرب البيانات على الويب المظلم (Dark Web).
  • الاستجابة للحوادث (Incident Response - IR): عند وقوع هجوم سيبراني، توفر هذه الخدمة فريقًا من الخبراء للتعامل مع الحادث بشكل منظم، يتضمن ذلك احتواء الاختراق، وتحليل أسبابه، والقضاء على التهديد، واستعادة الأنظمة المتضررة، مما يقلل من الأضرار والخسائر المحتملة.
  • خدمات الأمن المدارة (Managed Security Services - MSS): هي خدمات أمنية يتم إسنادها إلى طرف ثالث متخصص، وتوفر مراقبة وحماية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، تعتبر هذه الخدمات حلاً مثاليًا للشركات التي تفتقر إلى الموارد أو الخبرة اللازمة لإدارة عملياتها الأمنية داخليًا.
  • فحص الثغرات (Vulnerability Scanning): تستخدم هذه الخدمة أدوات آلية لفحص الأنظمة والشبكات بانتظام بحثًا عن الثغرات الأمنية المعروفة، تساعد عمليات الفحص الدورية في تحديد نقاط الضعف وتصحيحها قبل أن يتمكن المهاجمون من استغلالها.
  • اختبار الاختراق (Penetration Testing): يُعرف أيضًا باسم "القرصنة الأخلاقية"، وهو عبارة عن هجوم سيبراني محاكى يتم إجراؤه على أنظمة المؤسسة للكشف عن نقاط الضعف القابلة للاستغلال، يوفر هذا الاختبار رؤية واقعية حول مدى فعالية الدفاعات الأمنية.
  • التدريب والتوعية بالأمن السيبراني (Cybersecurity Awareness Training): تهدف هذه الخدمة إلى تثقيف الموظفين حول التهديدات السيبرانية وأفضل الممارسات الأمنية، بما أن العنصر البشري غالبًا ما يكون الحلقة الأضعف، فإن تدريب الموظفين على كيفية التعرف على رسائل التصيد الاحتيالي واستخدام كلمات مرور قوية يعد جزءًا أساسيًا من أي استراتيجية أمنية ناجحة.

الهيئة السعودية للامن السيبراني

إيمانًا من القيادة بأهمية حماية الفضاء السيبراني للمملكة، صدر الأمر الملكي الكريم في 11 فبراير 1439هـ بتأسيس الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، وتمثل هيئة الأمن السيبراني الجهة المختصة والمرجع الوطني في كل ما يتعلق بشؤون الأمن السيبراني في السعودية، وترتبط مباشرة بمقام خادم الحرمين الشريفين، مما يعكس الأهمية الاستراتيجية التي توليها الدولة لهذا القطاع الحيوي.

تهدف هيئة الأمن السيبراني السعودية إلى تعزيز الامن السيبراني السعودي لحماية المصالح الحيوية للدولة، وأمنها الوطني، وبناها التحتية الحساسة، والقطاعات ذات الأولوية، والخدمات والأنشطة الحكومية.

وتتمثل رؤيتها في "فضاء سيبراني سعودي آمن وموثوق يمكّن النمو والازدهار"، بينما تسعى من خلال رسالتها إلى "تعزيز الأمن السيبراني في المملكة، لتقليل المخاطر وتعزيز الثقة وتمكين النمو".

اختصاصات ومهام الهيئة:

تتولى الهيئة السعودية للامن السيبراني مجموعة واسعة من المهام والاختصاصات التي تشكل الإطار التنظيمي والاستراتيجي للأمن السيبراني في المملكة، ومن أبرزها ما يلي:

  • وضع الاستراتيجيات والسياسات: إعداد الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني السعودي والإشراف على تنفيذها، ووضع السياسات والأطر والمعايير والضوابط المتعلقة به وتعميمها على الجهات المعنية ومتابعة الالتزام بها.
  • حماية البنى التحتية الحساسة: تصنيف وتحديد البنى التحتية الحساسة ووضع أطر إدارة المخاطر المتعلقة بها.
  • بناء القدرات الوطنية: المشاركة في إعداد البرامج التعليمية والتدريبية، وتطوير الكفاءات الوطنية المتخصصة في مجالات الأمن السيبراني.
  • الاستجابة للحوادث: بناء مراكز العمليات الوطنية للأمن السيبراني السعودي ووضع أطر الاستجابة للحوادث السيبرانية.
  • التراخيص والتنظيم: الترخيص للأفراد والجهات غير الحكومية لمزاولة الأنشطة المتعلقة بالأمن السيبراني السعودي، ووضع معايير لاستيراد وتصدير التقنيات ذات الحساسية الأمنية.
  • رفع الوعي وتحفيز القطاع: العمل على رفع مستوى الوعي بالأمن السيبراني السعودي، وتحفيز نمو القطاع وتشجيع الابتكار والاستثمار فيه.
  • التعاون الدولي: تمثيل المملكة في المنظمات والهيئات الدولية ذات الصلة وتبادل الخبرات والمعلومات مع الجهات المماثلة.
  • من خلال هذه المهام، تلعب الهيئة دورًا محوريًا في بناء منظومة دفاعية سيبرانية متينة ومستدامة. يمكنك زيارة موقع الهيئة الوطنية للأمن السيبراني الرسمي للاطلاع على المزيد من معلومات عن الأمن السيبراني والمبادرات التي تقودها.

المركز الوطني الإرشادي للأمن السيبراني

يعتبر المركز الوطني الإرشادي للأمن السيبراني أحد الأذرع المهمة للهيئة الوطنية للأمن السيبراني، حيث يلعب دورًا حيويًا في تعزيز الوعي بالأمن السيبراني السعودي وتقديم الإرشادات اللازمة لحماية الأفراد والجهات في المملكة من التهديدات السيبرانية، يعمل المركز كحلقة وصل مباشرة بين الهيئة والمجتمع، ويترجم السياسات والاستراتيجيات العليا إلى إجراءات عملية ومفهومة للجميع.

تتجسد مهام المركز في عدد من الاختصاصات التي تتولاها الهيئة، مثل "إشعار الجهات المعنية بالمخاطر والتهديدات ذات العلاقة بالأمن السيبراني" و"رفع مستوى الوعي بالأمن السيبراني"، يقوم المركز بإصدار تنبيهات دورية حول الثغرات الأمنية المكتشفة حديثًا، والتحذير من حملات التصيد الاحتيالي المنتشرة، وتقديم إرشادات حول كيفية تأمين الأجهزة والشبكات.

كما يوفر المركز محتوى توعويًا غنيًا ومتنوعًا يستهدف شرائح المجتمع المختلفة، من الطلاب إلى الموظفين وأصحاب الأعمال، بهدف بناء ثقافة قوية تجعل من كل فرد خط دفاع أول في مواجهة الهجمات والحفاظ على الأمن السيبراني السعودي.

من خلال بوابته الإلكترونية ومنصاته على وسائل التواصل الاجتماعي، ينشر المركز أفضل الممارسات الأمنية، ويوضح معنى الأمن السيبراني وأهميته، ويقدم نصائح عملية لجعل تجربة استخدام الإنترنت أكثر أمانًا للجميع، مساهمًا بذلك في تحقيق رؤية الأمن السيبراني السعودية الشاملة.

شروط الأمن السيبراني السعودي

لا يمكن تحقيق فضاء سيبراني آمن دون وجود إطار تنظيمي واضح ومجموعة من المتطلبات التي تلتزم بها جميع الجهات، تمثل شروط الأمن السيبراني السعودي مجموعة الضوابط والمعايير والسياسات التي وضعتها الهيئة الوطنية للأمن السيبراني لضمان رفع مستوى النضج الأمني في جميع القطاعات الحيوية في المملكة.

شروط الأمن السيبراني السعودي ليست مجرد توصيات، بل هي متطلبات تنظيمية إلزامية تهدف إلى توحيد الجهود وحماية البنية التحتية الرقمية الوطنية، ومن أبرز هذه الشروط:

  1. الضوابط الأساسية للأمن السيبراني (ECC): وهي مجموعة من 114 ضابطًا أساسيًا يجب على جميع الجهات داخل المملكة تطبيقها، تغطي هذه الضوابط خمسة محاور رئيسية، هي حوكمة الأمن السيبراني، تعزيز الأمن السيبراني، مرونة الأمن السيبراني، الأمن السيبراني المتعلق بالأطراف الثالثة والحوسبة السحابية، والأمن السيبراني للأنظمة الصناعية.
  2. ضوابط الأنظمة الحساسة (CSCC): وهي مجموعة إضافية من الضوابط مخصصة للجهات التي تمتلك أو تشغل أو تستضيف أنظمة وطنية حساسة، وتتطلب مستويات حماية أعلى نظرًا لأهميتها الاستراتيجية.
  3. متطلبات الامتثال: يجب على الجهات إجراء تقييم ذاتي دوري لمدى التزامها بهذه الضوابط ورفع تقارير إلى الهيئة، كما تقوم الهيئة بعمليات تدقيق للتأكد من مدى التزام الجهات بتطبيق هذه المتطلبات.
  4. التراخيص لمقدمي الخدمات: تضع الهيئة شروطًا ومعايير لمنح التراخيص للأفراد والشركات التي تقدم خدمات الامن السيبراني في المملكة، لضمان جودة الخدمات المقدمة والارتقاء بمستوى القطاع.

من خلال فرض شروط الأمن السيبراني السعودي، تضمن الهيئة وجود حد أدنى من الممارسات الأمنية المطبقة على مستوى وطني، مما يعزز الدفاعات الجماعية ويقلل من المخاطر المحتملة على الاقتصاد والمجتمع.

التسجيل في الامن السيبراني

كجزء من جهودها لتنظيم وتحفيز قطاع الأمن السيبراني في السعودية، أتاحت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني خدمة التسجيل الإلزامية لجميع الجهات التي تقدم خدمات أو حلولًا أو منتجات الأمن السيبراني في المملكة، يُعد هذا التسجيل، أو ما يُعرف بالتقديم على الأمن السيبراني، متطلبًا تنظيميًا أساسيًا لمزاولة النشاط في هذا القطاع الحيوي.

من يجب عليه التسجيل؟

يجب على جميع الشركات والمؤسسات، سواء كانت محلية أو دولية، التي تعمل في السوق السعودي وتقدم أيًا من المنتجات أو الحلول أو الخدمات المتعلقة بالأمن السيبراني، أن تقوم بالتسجيل لدى الهيئة.

أهداف برنامج التسجيل: يهدف برنامج التسجيل إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية، من بينها ما يلي:

  • توفير بيئة استثمارية جاذبة: خلق بيئة مناسبة لجذب وتحفيز الاستثمارات المحلية والدولية في قطاع الامن السيبراني.
  • تشجيع الابتكار: دعم الأفكار الجديدة والحلول المبتكرة في مجال الأمن السيبراني.
  • دعم الشركات الناشئة: مساندة الشركات الصغيرة والمتوسطة وتمكينها من النمو والمنافسة في السوق.
  • الارتقاء بجودة الخدمات: ضمان أن الخدمات والمنتجات المقدمة للجهات الوطنية تلبي أعلى معايير الجودة والأمان.

من خلال هذه المبادرة، تسعى الهيئة إلى بناء قاعدة بيانات موثوقة لمقدمي الخدمات في المملكة، وتعزيز الشفافية، وتمكين الجهات الحكومية والخاصة من اختيار شركاء موثوقين لتلبية احتياجاتهم الأمنية، مما يساهم في نهاية المطاف في تعزيز المنظومة الدفاعية السيبرانية للمملكة ككل.

رقم الأمن السيبراني السعودي للإبلاغ عن الجرائم الإلكترونية

في إطار توفير قنوات تواصل سريعة وفعالة للمواطنين والمقيمين للإبلاغ عن الحوادث والجرائم السيبرانية، تم تخصيص قنوات رسمية ومباشرة تضمن سرعة الاستجابة والتعامل مع البلاغات، معرفة رقم الأمن السيبراني السعودي أمر ضروري لكل مستخدم للإنترنت في المملكة، والرقم الموحد للإبلاغ عن الجرائم الإلكترونية في السعودية هو 1909، إلى جانب رقم الأمن السيبراني السعودية الموحد، توجد قنوات بديلة وفعالة يمكن استخدامها للإبلاغ، وهي:

  • تطبيق "كلنا أمن": وهو تطبيق حكومي متاح على الهواتف الذكية، يتيح للمستخدمين رفع البلاغات المتعلقة بالجرائم الإلكترونية وغيرها من الحوادث الأمنية بسهولة وسرعة، مع إمكانية إرفاق صور أو مقاطع فيديو.
  • مراكز الشرطة: يمكن دائمًا التوجه إلى أقرب مركز شرطة لتقديم بلاغ رسمي حول أي جريمة إلكترونية.
  • البريد الإلكتروني: يمكن التواصل مع إدارة مكافحة الجرائم المعلوماتية مباشرة عبر البريد الإلكتروني info.cybercrime@moisp.gov.sa.

الإبلاغ الفوري عن أي نشاط مشبوه أو جريمة إلكترونية لا يساعد فقط في حماية الضحية، بل يساهم أيضًا في تعقب المجرمين ومنع وقوع ضحايا آخرين، مما يعزز أمن المجتمع الرقمي بأكمله.

الأمن السيبراني

مجالات الأمن السيبراني للتوظيف

يشهد مجال الأمن السيبراني نموًا متسارعًا وطلبًا غير مسبوق على الكفاءات المتخصصة، مدفوعًا بالتحول الرقمي المتزايد وتطور التهديدات السيبرانية. وفي المملكة العربية السعودية، ومع انطلاق رؤية 2030، تضاعفت الحاجة إلى خبراء في هذا المجال لتأمين المشاريع الرقمية الضخمة وحماية البنى التحتية الوطنية، توفر مجالات الأمن السيبراني مسارات وظيفية متنوعة ومجزية للشباب الطموح، من أبرز الوظائف المتاحة في هذا القطاع:

  • محلل أمن سيبراني (Cybersecurity Analyst): يقوم بمراقبة الشبكات والأنظمة بحثًا عن الأنشطة المشبوهة، ويحلل التهديدات، ويستجيب للحوادث الأمنية.
  • مهندس أمن سيبراني (Cybersecurity Engineer): يصمم ويبني ويحافظ على البنية التحتية الأمنية للمؤسسة، مثل الجدران النارية وأنظمة كشف الاختراق.
  • مستشار أمن سيبراني (Cybersecurity Consultant): يقدم الخبرة والمشورة للشركات لمساعدتها على تقييم وتحسين وضعها الأمني والامتثال للوائح.
  • مختبِر اختراق (Penetration Tester): يُعرف بالهاكر الأخلاقي، ويقوم بمحاكاة الهجمات لاكتشاف الثغرات الأمنية في الأنظمة والتطبيقات.
  • محقق جنائي رقمي (Digital Forensics Investigator): يعمل بعد وقوع الاختراق لجمع وتحليل الأدلة الرقمية وتحديد مصدر الهجوم ومدى الضرر.
  • مهندس معماري للأمن (Security Architect): يتولى مسؤولية تصميم البنية الأمنية الشاملة للمؤسسة، مع التأكد من أن جميع الأنظمة الجديدة تتوافق مع السياسات الأمنية.
  • مدير أمن المعلومات (Chief Information Security Officer - CISO): وهو منصب قيادي رفيع المستوى، مسؤول عن وضع وتنفيذ الاستراتيجية الأمنية الشاملة للمؤسسة.

الاستثمار في بناء القدرات الوطنية في الأمن السيبراني يُعد من أولويات الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، التي تعمل على إطلاق برامج تدريبية وتأهيلية بالتعاون مع الجامعات والشركات الكبرى لإعداد جيل جديد من الخبراء القادرين على حماية مستقبل المملكة الرقمي.

الأسئلة الشائعة

ما هو الأمن السيبراني السعودي؟
هو منظومة متكاملة من التقنيات والممارسات والتشريعات التي تهدف لحماية الأصول الرقمية للمملكة، وتشرف عليها الهيئة الوطنية للأمن السيبراني لضمان فضاء سيبراني آمن وموثوق يدعم النمو والازدهار.

كم راتب الأمن السيبراني بالسعودي؟
تتراوح رواتب وظائف الأمن السيبراني في السعودية بشكل عام بين 8.500 ريالًا سعوديًا و30 ألف ريال سعودي شهريًا، وتختلف بشكل كبير اعتمادًا على الخبرة والمؤهلات والتخصص الدقيق للموظف.

كم سنة دراسة الأمن السيبراني السعودي؟
عادةً، تستغرق دراسة درجة البكالوريوس في تخصص الأمن السيبراني أو المجالات ذات الصلة مثل علوم الحاسب في الجامعات السعودية أربع سنوات بعد السنة التحضيرية، بالإضافة إلى وجود برامج دبلوم وشهادات احترافية متخصصة.

الخلاصة

أصبح الأمن السيبراني السعودي ركيزة أساسية لا غنى عنها في رحلة المملكة نحو تحقيق رؤية 2030، فمع كل خطوة نخطوها نحو اقتصاد رقمي مزدهر ومجتمع حيوي يعتمد على التقنية، تزداد أهمية بناء درع سيبراني متين قادر على صد التهديدات المتزايدة وحماية مكتسباتنا الرقمية. 

من خلال الجهود الدؤوبة التي تقودها الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، بدءًا من وضع الأطر التنظيمية الصارمة، مرورًا ببناء الكفاءات الوطنية، وانتهاءً بتعزيز ثقافة الوعي الأمني، تثبت المملكة عزمها على أن تكون رائدة ليس فقط في التحول الرقمي، بل أيضًا في تأمينه.

حماية فضائنا السيبراني هي مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر جهود الجميع، من المؤسسات الكبرى إلى كل فرد يستخدم الإنترنت. كن شريكًا في حماية وطنك الرقمي، وابدأ اليوم بتطبيق أفضل الممارسات الأمنية وشارك الوعي مع من حولك.

موضوعات مقترحة:

اترك تعليقك هنا

أحدث أقدم