معجزة الجبال علميًا


 


معجزة الجبال علميًا

الجبال من أعظم مخلوقات الله في هذا الكون، فهي ليست مجرد كتل ضخمة من الصخور، بل لها دور محوري في استقرار الأرض وحياة الإنسان. ومع تطور العلم الحديث، بدأت الأبحاث تكشف جوانب مدهشة عن الجبال، تؤكد عظمة الخالق وإعجاز خلقه.

الجبال أوتاد تثبّت الأرض

تشير الدراسات الجيولوجية إلى أن الجبال تمتد بجذورها العميقة داخل القشرة الأرضية، تمامًا مثل الأوتاد التي تثبت الخيمة. هذه الجذور تعمل على موازنة الصفائح التكتونية ومنعها من التحرك العشوائي، مما يقلل من شدة الزلازل والهزات الأرضية. وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم منذ أكثر من 1400 عام: “وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ” [النحل:15].

وقال تعالى:

﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا ۝ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا﴾ [النبأ: 6-7].

يؤكد العلماء أن للجبال جذورًا عميقة تمتد في القشرة الأرضية، تعمل على تثبيت الصفائح التكتونية ومنعها من الحركة العشوائية. وهذا يخفف من الزلازل ويجعل الأرض أكثر استقرارًا، تمامًا كما يفعل الوتد في تثبيت الخيمة.

دور الجبال في المناخ والماء

الجبال ليست فقط حواجز طبيعية، بل لها دور مهم في تنظيم المناخ. فهي تؤثر على حركة الرياح وسقوط الأمطار، حيث تجبر الهواء الرطب على الارتفاع فيبرد ويتكاثف، لينزل مطرًا يروي الأرض. كما أن الثلوج المتراكمة على قمم الجبال تُعد مخزنًا طبيعيًا للمياه، يذوب تدريجيًا ليغذي الأنهار والينابيع.

ثروات مخزونة في أعماقها

تُعتبر الجبال مصدرًا للعديد من المعادن المهمة كالذهب والفضة والنحاس والحديد، التي اعتمد عليها الإنسان في بناء حضاراته عبر العصور. كما تحتوي على ثروات طبيعية أخرى كالغاز والفحم، مما يجعلها كنزًا اقتصاديًا هائلًا.

قال النبي ﷺ: “إن الله أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض: الحديد والنار والماء والملح” (رواه الطبراني).

وفي الجبال والمعادن نجد مخازن طبيعية للحديد، النحاس، الذهب، والفضة وغيرها من الثروات التي بُنيت بها الحضارات عبر العصور.

معجزة توازن الأرض

علماء الجيولوجيا يؤكدون أن شكل الجبال ووظيفتها ليس عشوائيًا، بل هي ضرورة لثبات الأرض واستمرار الحياة عليها. وهذا يثبت أن الجبال أكثر من مجرد منظر طبيعي، بل هي معجزة علمية شاهدة على عظمة الخالق سبحانه.

قال الله تعالى:

﴿وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ﴾ [النحل: 15]. المفسرون بيّنوا أن معنى تميد بكم أي تتحرك أو تضطرب. والجيولوجيا الحديثة أوضحت أن الجبال تمنع الاهتزاز الزائد للقشرة الأرضية، فتجعل الأرض صالحة للاستقرار والحياة.

الجبال مصدر للماء والغذاء

قال تعالى:

﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا﴾ [المرسلات: 27].

الجبال تلعب دورًا محوريًا في دورة المياه، فهي تجبر الرياح المحملة بالرطوبة على الصعود، فيتكثف بخار الماء وينزل المطر. كما أن الثلوج التي تغطي قممها تذوب تدريجيًا لتغذي الأنهار والعيون، فتكون سببًا رئيسيًا في حياة البشر والحيوان والنبات.

الجبال ومظاهر عظمة الخالق

تأمل قوله تعالى:

﴿وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ﴾ [فاطر: 27].

هذا التنوع المدهش في ألوان الجبال وصخورها دليل على عظمة الخالق وبديع صنعه، وهو ما يؤكده علم الجيولوجيا في دراسة أنواع الصخور وتكوينها على مر العصور.


الخلاصة

الجبال آية من آيات الله في الكون، تحمل أسرارًا علمية عظيمة، وتؤدي أدوارًا جوهرية في استقرار الأرض، توازن المناخ، وتوفير المياه والمعادن. وكلما تقدم العلم، انكشف للإنسان جانب جديد من إعجازها، ليزداد يقينًا بعظمة الخالق وقدرته.


أحدث أقدم